إرهاب

الحوثيون يستخدمون كتائب نسائية لقمع اليمنيات

نبيل عبد الله التميمي من عدن

امرأة يمنية موالية للحوثيين تحمل بندقية أثناء حضورها لتجمع لدعم للحوثيين في صنعاء يوم 14 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

امرأة يمنية موالية للحوثيين تحمل بندقية أثناء حضورها لتجمع لدعم للحوثيين في صنعاء يوم 14 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد خبراء للمشارق أن كتيبة تتكون من نساء تابعة للحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران، تُدعى الزينبيات، تمارس مختلف الانتهاكات بحق النساء والأسر في إطار جهودهن لدعم تأمين ميليشيا الحوثي للمناطق التي تسيطر عيلها.

وقد ظهرت الأعمال التي قامت بها الكتيبة بشكل أكبر في كانون الأول/ديسمبر الماضي حينداهم الحوثيون منازل زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

حيث نكلت الزينبيات بالنساء وروعن الأطفال، وقمن بمصادرة جميع الممتلكات الخاصة والمجوهرات والهواتف المحمولة الخاصة بالنساء، طبقا لما نشرته صحيفة الشرق الأوسط في 15 كانون الثاني/يناير.

وكشف تقرير آخر نشره موقع ساسة بوست عن انتهاكات واسعة تقوم بها نساء كتيبة الزينبيات بحق آلاف النساء في اليمن، تتنوع بين التنكيل والتعذيب.

ومن ضمن هذه الانتهاكات قتل الكتيبة للناشطة الحقوقية ريهام البدر في محافظة تعز نهاية عام 2017، بحسب ما ذكر الموقع.

الجذور في إيران

وقال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان للمشارق إن كتبة الزينبيات ليست وليدة اللحظة، مشيرا إلى أن جذورها تعود لإيران.

وأكد برمان أن تكوين الكتيبة اليمنية هو "عملية استنساخ للقوات الإيرانية النسائية التي تنتمي لقوات الباسيج شبه العسكرية".

وقال في تصريح للمشارق إنه تم إرسال عدد من القيادات النسائية المقربة من القيادات العليا للحوثيين إلى إيران للتدريب بواسطة مدربين إيرانيين ولبنانيين.

وأوضح أن أهداف إنشاء هذه الكتائب عديدة.

وتابع أن بين هذه الأهداف "هو هدف استخباراتي، حيث أن كثيرات منهن يقمن بعملية الرصد وجمع المعلومات لأن النساء يسهل عليهن الدخول إلى المنازل وزيارة الأسر التي يراد جمع المعلومات عنها".

وذكر أن الهدف الثاني هو "تكوين جيش الكتروني من الزينبيات للعمل على تحسين صورة المليشيات".

وأوضح أن عضوات الكتائب ينشرن الأخبار والشائعات، ويقمن أيضا بتلميع صورة الحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن برمان أكد أن الغرض الرئيسي لكتيبة الزينبيات هو استخدام عضواتها المسلحات في اقتحام المنازل واعتقال واختطاف الناشطات والاعتداء عليهن في المسيرات النسائية كما حدث في صنعاء.

وكانت ناشطات كثيرات قد تعرضن للضرب على يد الزينبيات، كما هو حال الناشطة سلوى أحمد التي قالت في حديث للمشارق إنها تعرضت "للضرب بالهروات والبنادق" عند مشاركتها مع ناشطات حزب المؤتمر فيما يسمى بمسيرة الورود.

وأثناء تلك المسيرة، حملت الناشطات الورود إلى منزل الرئيس السابق صالح بعد مقتله.

’أداة للقمع‘

بدوره، قال الصحافي منير طلال للمشارق إن "الزينبيات تجاوزن دورهن المتمثل في اقتحام المنازل وترويع العائلات والتنكيل بها إلى سرقة البيوت والمقتنيات الثمينة والذهب والمجوهرات".

وأوضح أن عضوات الكتيبة ارتكبن تلك الأفعال أثناء عمليات اقتحام منازل قيادات حزب المؤتمر في 2 كانون الأول/ديسمبر2017 .

وأضاف أن الزينبيات لا تعمل وفقًا لأحكام القانون، "حيث تستخدم كأداة قمعية لإذلال الخصوم والتنكيل بأسرهم وممتلكاتهم".

من جانبه، قال الباحث في الشؤون السياسية ياسين التميمي في حديث للمشارق إن إنشاء كتيبة الزينبيات يمكن عزوه "للنقص الحاد الذي تعاني منه الميلشيا نتيجة استنزاف مقاتليها في الجبهات".

وقال إن بعض النساء فقدن أزواجهن في الحرب الدائرة منذ سنوات وقد يتم تحفيزهن على هذه الخلفية الثأرية، وهو شعور يتم استغلاله حين يتم "توجيههن للقيام بالعمليات العنيفة التي تشمل الاقتحامات والمداهمات والترهيب النفسي".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500