مجتمع

السعودية تمد يد المساعدة للاجئين السوريين

سلطان البارعي من الرياض

شاحنة تابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنقل المساعدات للاجئين السوريين في تركيا بالتعاون مع الحكومة التركية. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء السعودية]

شاحنة تابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنقل المساعدات للاجئين السوريين في تركيا بالتعاون مع الحكومة التركية. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء السعودية]

تعد السعودية من أوائل الدول التي تقدم المعونة للشعب السوري منذ اندلاع الأزمة عام 2011، حيث قدمت المملكة حتى الآن مساعدات إنسانية بقيمة إجمالية تبلغ 1 مليار دولار أميركي.

وكانت المملكة قد تعهدت يوم 25 نيسان/أبريل بتقديم 100 مليون دولار أميركي من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية "لتخفيف معاناة الشعب السوري"، بحسب ما أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أثناء مؤتمر عقد في بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة.

وقال إنه منذ بدء الحرب، قبلت المملكة نحو 2.5 مليون سوري وقدمت لهم رعاية صحية مجانية وفرص عمل وتعليمًا.

وأضاف أن الجامعات والمدارس السعودية تستقبل ما يزيد عن 140 ألف طالب سوري.

عامل تابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوزع المساعدات الشتوية على الأطفال بداخل سوريا. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء السعودية]

عامل تابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوزع المساعدات الشتوية على الأطفال بداخل سوريا. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء السعودية]

وأوضح الجبير أن السعودية تدعم كذلك وتساعد في رعاية ملايين اللاجئين السوريين في تركيا والأردنولبنان بالتنسيق مع حكومات تلك الدول.

دعوات لإنهاء سفك الدماء

من جانبه، قال محمد بن عبدالله العسيري، مدير عام الجمعيات الخيرية بوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، إن "السعودية كانت من أولىالدول التي تقدم المساعدات الإنسانية للشعب السوري منذ بداية الأزمة عام 2011".

وأضاف في تصريح للمشارق أن "جهود تسليم المعونات ترافقت مع دعوة المملكة الدائمة إلى ضرورة إنهاء الصراع الدائر عبر الوسائل السياسية الممكنة لوقف حمام الدم المستمر منذ سنوات".

وأكد أن المملكة أعلنت مرارا دعمها لأية مبادرات سياسية، مثل مؤتمر جنيف، من شأنها أن تقرب وجهات نظر الأطراف المتحاربة للوصول الى الحل المنشود.

وقال إنه "بعيد بدء عمليات النزوح والتهجير عام 2012، بدأت المنظمات الإنسانية والخيرية التابعة للمملكة بالتحرك العاجل".

وأضاف العسيري أن المعونة لا تصل فقط إلى السوريين في الداخل السوري، بل تشمل أيضا السوريين الذين فروا إلى دول الجوار، حيث تركز الجهود على إمداد اللاجئين الذين يعيشون بالمخيمات بالغذاء والثياب والمعدات المنزلية.

ولفت إلى أنه خلال شهر رمضان الكريم، تتكثف العمليات لتشمل توزيع السلل الغذائية، إضافة إلى توفير المطابخ الثابتة والمتنقلة التي تقدم وجبات الإفطار لآلاف الأسر في سوريا والخارج.

وبدوره، قال منصور الراجحي، أحد منسقي عمليات الإغاثة في مركز الملك سلمان، إن "تقديمات مركز الملك سلمان وبعض الجهات السعودية الأخرى الحكومية وشبه الحكومية تتضمن أكثر من 300 مشروع".

وأوضح في تصريح للمشارق أن هذا يأتي بالإضافة إلى توفير المأوى والمخيمات وجميع المساعدات اللوجستية التي يحتاجها اللاجئ أو النازح او الموجود في مناطق الحرب.

وتتم التقديمات السعودية إما بشكل مباشر أو من خلال التعاون مع وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر، بالإضافة إلى التعاون مع الحكومات التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين، خصوصًا تركيا والأردن ولبنان.

رعاية طبية ونفسية

الدكتور السوري عبد الجليل شمس، وهو أحد العاملين بالكادر الطبي التابع لمركز الملك سلمان بالشمال السوري، يقول إن "آخر المشروعات التي قام بها المركز في الشمال السوري هو إنشاء مركز خاص للاهتمام بمرضى الأمراض العقلية".

وقال في تصريح للمشارق إن المركز الجديد، الذي تم إنشاؤه بمدينة أعزاز شمال غرب حلب، يوفر المأوى لمن لا مأوى له وأيضا الرعاية الطبية والنفسية.

وأضاف أن سعة المركز تبلغ 1200 سرير وأنه يوفر كذلك المساعدة لأكثر من 7000 مريض غير مقيم في المركز، مشيرا إلى أن المركز يعتبر الوحيد من نوعه في الشمال السوري بعد تدمير جميع المراكز المماثلة بسبب المعارك الدائرة.

وأوضح أن "تقديمات مركز الملك سلمان تصل إلى أكبر شريحة ممكنة"، خصوصا المواد الغذائية التي توزع بصورة دورية وكلما سمحت الأوضاع الأمنية في منطقة الشمال السوري.

وتابع أن المركز يوفر كذلك الدعم لبعض المشاريع الصغيرة للعائلات السورية، خصوصا المزارعين.

وقال إن ذلك يتضمن توزيع الأبقار التي تدر الحليب على العائلات وتأمين الرعاية الصحية والأعلاف لها لتمكين العائلات الحاصلة عليها من الاستفادة من خلال بيع الحليب ومشتقاته.

ونوه شمس إلى أن "المملكة قدمت كذلك الدعم لتشغيل مستشفى باب الهوى ومستشفى اللطامنة"، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تتعلق بالتعليم وتأهيل محطات المياه ومعامل لإعادة تدوير النفايات الصلبة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500