تربية

مدارس متنقلة توفر التعليم للطلاب السوريين في لبنان

نهاد طوباليان من بيروت

متطوعون من جمعية كياني في بر الياس في لبنان يقومون ببناء مدرسة متنقلة قابلة للتوسع بحسب نموذج غطا الذي يستند إلى مواد بناء متنية غير مكلفة تقاوم ظروف الطقس الشديدة. [حقوق الصورة لجمعية كياني]

متطوعون من جمعية كياني في بر الياس في لبنان يقومون ببناء مدرسة متنقلة قابلة للتوسع بحسب نموذج غطا الذي يستند إلى مواد بناء متنية غير مكلفة تقاوم ظروف الطقس الشديدة. [حقوق الصورة لجمعية كياني]

منذ تأسيسه عام 2013، قدم مشروع "غطا" التعليم لخمسة آلاف لاجئ سوري في مخيمات عشوائية في لبنان من خلال مدارس متنقلة قابلة للتوسع سهلة البناء وبكلفة قليلة.

وقد بادر "مركز الإلتزام المدني وخدمة المجتمع" بالجامعة الأميركية ببيروت إلى إطلاق المشروع وبناء الصفوف في عدد من المخيمات غير الرسمية في لبنان.

ويتم استخدام الصفوف التي يمكن نقلها وتوسيعها بحسب الحاجة لتوفير التعليم غير الرسمي للاجئين السوريين من عمر أربعة إلى 18 عاما.

والمشروع هو اليوم من بين 12 مشروعا مرشحا للدور النهائي لجوائز وايز 2018 التي تقدمها مؤسسة قطر، ومن أصل 413 مشروعا تقدم لجائزة التعليم.

يتم تجهيز المدارس المتنقلة بحسب نموذج غطاء بغرف اجتماع ومختبر حواسيب كما يظهر في هذه الصورة من مدرسة متنقلة أنشأتها جمعية كياني قرب مخيم بر الياس في منطقة البقاع. [حقوق الصورة لجمعية كياني]

يتم تجهيز المدارس المتنقلة بحسب نموذج غطاء بغرف اجتماع ومختبر حواسيب كما يظهر في هذه الصورة من مدرسة متنقلة أنشأتها جمعية كياني قرب مخيم بر الياس في منطقة البقاع. [حقوق الصورة لجمعية كياني]

وسيجري الاعلان عن المشاريع الستة الفائزة منتصف شهر تموز/يوليو.

مشروع "غطا"، وفق مصممه مدير مركز "الالتزام المدني وخدمة المجتمع" المهندس المعماري ربيع شبلي، يسعى لبناء وحدات متنقلة مستدامة وقابلة للتوسع، توفر التعليم للاجئين بالمخيمات.

وقال للمشارق: "الهدف من هذا المشروع توفير التعليم غير الرسمي للطلاب السوريين اللاجئين بلبنان، ممن يواجهون صعوبة الوصول للمدارس الرسمية".

واعتبر أن الهدف من ذلك هو "لتوفير بيئة سليمة تحفظ كرامتهم، وتأمين الأمان والإطار التعليمي السليم لهم بحده الأدنى".

وأضاف: "صممنا الوحدة المتنقلة باستخدام مواد بناء قوية متوفرة بالأسواق، وبأسعار منخفضة، وهي مقاومة للظروف المناخية القاسية صيفا وشتاء".

صفوف متنقلة قابلة للتوسع

ولفت إلى أن الصفوف المؤقتة "قابلة للفك وإعادة تركيبها بمكان آخر" بحسب الحاجة، مشيرا إلى إمكانية تجميع وحدة مساحتها 20 متر مربع في ظرف ست ساعات من العمل.

وكان المشروع قد بدأ كتجربة بصيف 2013، حين بنى طلاب من الجامعة أول وحدة كتجربة بمخيم عشوائي بالجنوب، خلال إقامتهم مخيما صيفيا.

تلاها تجربة ثانية داخل حرم الجامعة، ثم جرى بناء أول ثلاث وحدات بالشمال والبقاع، الأمر الذي أدى إلى تردد صدى نجاحها لدى الجمعيات المعنية باللجوء السوري.

وأشار شبلي إلى أنه منذ 2013 لليوم هناك 10 مدارس تعتمد نموذج غطا بين الشمال والبقاع، ويرتادها أكثر من 5000 طالب لاجئ سوري.

وأوضح أن بين تلك المدارس ثلاث بإشراف المركز، "فيما المدارس الأخرى بإشراف جمعيات قدمنا لها معرفتنا بكيفية تركيبها".

وتابع: "بنينا في 2014 شراكة مع جمعية "كياني" التي ترأسها نورا جنبلاط، وبنت ثماني مدارس وفق نموذج غطا".

وتابع شبلي أن المركز إلى جانب تصميم المدارس المتنقلة، يساهم بتطوير المنهج التعليمي، وتدريب أساتذة جمعية "كياني".

وكشف شبلي أن المركز "يدرب ويطور قدرات لاجئ سوري من الرقة لبناء نموذج غطا بالرقة فور عودته إليها".

تعليم اللاجئين السوريين

وقالت مديرة المشاريع بجمعية "كياني" لميا مصري للمشارق إن الجمعية منذ 2014 لليوم بنت ثماني مدارس وفق نموذج غطا بالقرب من مخيمات مجدل عنجر وسعدنايل وبرالياس ومكسة بالبقاع.

وتتألف كل مدرسة من تسعة صفوف.

وأكدت مصري أن مشروع "غطا" حل مشكلة التعليم "بنسبة تزيد عن 70 بالمائة بأماكن وجود الجمعية".

واعتبرت أنه "من أنجح المشاريع لحل مشكلة تعليم الطلاب السوريين اللاجئين للبنان".

بدوره، اعتبر المسؤول عن تدريب الأساتذة بالمشروع أستاذ العلوم بالجامعة الأميركية الدكتور صوما أبو جودة أن "مدارس غطا تبدو كالمدارس العادية، وهي نظيفة ومصممة بطريقة مرتبة".

وأوضح أن المدارس "تضم غرفا واسعة، ومجهزة بمختبر للكمبيوتر وقاعة اجتماعات".

وأضاف للمشارق بالقول إن المشروع يحل جانبا كبيرا من مشكلة تعليم الطلاب السوريين اللاجئين للبنان، مشيرا إلى أن المركز يدرب الأساتذة على كيفية تعليم المنهج اللبناني ودعم الطلاب النفسي.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اريد تعليم اولادي ولم اجد روضه رسميه تقبل بهم الرجاء المساعده

الرد