إرهاب

الموت ينتظر متشددي داعش المغادرين إلى أفغانستان

سلام تايمز

في جزء كبير من شريط الفيديو الأخير الذي بثه فرع داعش في أفغانستان، يظهر أعضاؤه مشردين دون مأوى في مناطق جبلية مرتفعة وهم يرتجفون من البرد ولا يوجد بحوزتهم سوى القليل من الطعام والحاجات الضرورية.

في جزء كبير من شريط الفيديو الأخير الذي بثه فرع داعش في أفغانستان، يظهر أعضاؤه مشردين دون مأوى في مناطق جبلية مرتفعة وهم يرتجفون من البرد ولا يوجد بحوزتهم سوى القليل من الطعام والحاجات الضرورية.

حذر مسؤولون ومحللون أفغان من أنه على المتطرفين الذين يفكرون في تلبية دعوة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للتوجه إلى أفغانستان، التفكير مرتين قبل اتخاذ هذه الخطوة.

وكان فرع داعش في خراسان قد بث يوم 4 آذار/مارس شريط فيديو دعائي يروج لما يدعيه أنه معاقله في شمالي وشرقي أفغانستان، "كوجهة للهجرة" للمسلحين العاجزين عن الوصول إلى سوريا والعراق، حسبما ذكرت مجموعة سايت إنتلجنس في 6 آذار/مارس الجاري.

والفيديو الذي وجه رسائله بلغات الباشتو والفارسية والأوزبكية، أظهر وحشية التنظيم الإرهابي عارضاً لعمليات تدريب الأطفال الجنود وإعدام السجناء.

داعش على شفير الانهيار

وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية أن مقاتلي داعش الذين قد يتوجهون إلى أفغانستان، لن يجدوا في انتظارهم سوى الموت، مع وقوف التنظيم على حافة الانهيار.

لقطة من شريط الفيديو الدعائي الذي بثته داعش في 4 آذار/مارس، تظهر فيها آثار غارة جوية للتحالف استهدفت وكراً لداعش.

لقطة من شريط الفيديو الدعائي الذي بثته داعش في 4 آذار/مارس، تظهر فيها آثار غارة جوية للتحالف استهدفت وكراً لداعش.

لقطة من شريط الفيديو الذي بثه تنظيم داعش في 4 آذار/مارس يظهر فيها طفل أفغاني يعاني من اضطراب شديد. تحاول داعش تحميل التحالف مسؤولية قتل المدنيين في النزاع الأفغاني، علماً أن سلسلة الهجمات الدموية التي شنتها خلال الأشهر الأخيرة ضد الأفغان تشير إلى خلاف ذلك.

لقطة من شريط الفيديو الذي بثه تنظيم داعش في 4 آذار/مارس يظهر فيها طفل أفغاني يعاني من اضطراب شديد. تحاول داعش تحميل التحالف مسؤولية قتل المدنيين في النزاع الأفغاني، علماً أن سلسلة الهجمات الدموية التي شنتها خلال الأشهر الأخيرة ضد الأفغان تشير إلى خلاف ذلك.

لقطة من شريط الفيديو الذي بثته داعش في 4 آذار/مارس، يظهر فيها إرهابيو داعش وهم يطلقون النار على المدنيين العزل.

لقطة من شريط الفيديو الذي بثته داعش في 4 آذار/مارس، يظهر فيها إرهابيو داعش وهم يطلقون النار على المدنيين العزل.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء دولت وزيري لصحيفة سلام تايمز، إن "كل خطط تنظيم داعش في أفغانستان قد فشلت والحقت به شر هزيمة". وأضاف: "خسر فرع داعش في خراسان غالبية عناصره وأسلحته وقدراته القتالية في المناطق الشرقية والجنوبية على حد سواء".

وتابع: "خلال العامين الماضيين، قُتل نحو 3500 عنصراً من مقاتلي تنظيم داعش وأصيب أكثر من 1000 منهم، وأسر أكثر من 500 آخرين".

وأكد وزيري ضرورة أن "يدرك إرهابيو داعش أن أفغانستان ليست ملاذا آمنا لهم وإذا توجهوا إما شمالا أو شرقا [في أفغانستان] ، فسوف يقضي عليهم المدنيون وقوات الأمن".

وقال إن "مقاتلي تنظيم داعش خسروا كل قواعدهم في محافظة ننکرهار التي كانت مقراً لهم، وفيما كان عدد المنضمين إلى صفوفه في شرق البلاد يبلغ 4000 عنصر، بات اليوم لا يتجاوز الـ 400 عنصر".

وتحدث عن "تنفيذ عمليات جوية وبرية للقضاء على فلول مقاتلي داعش المتواجدين في مناطق ننکرهار النائية."

وأشار إلى أن الضربات الجوية التي تقوم بها القوات الأفغانية وقوات الدعم الأميركية الحازمة تستهدف أيضاً منطقة درزاب في محافظة جوزجان، حيث "تنشط داعش نسبياً".

وقال وزيري: "نتيجة لذلك ... قتل حتى الآن العشرات من عناصر التنظيم المحليين والأجانب".

حماعة إرهابية مرفوضة

يبقى أن السبب الرئيس وراء هزيمة داعش في أفغانستان هو مقاومة المواطنين لها وتعاونهم مع قوات الأمن.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ في جامعة كابول داود رواش لصحيفة سلام تايمز: "جاء تنظيم داعش إلى أفغانستان بحجة [إقامة] 'الخلافة الإسلامية'، في محاولة منه للبناء على الإسلام والمسلمين في أفغانستان وتحويل البلاد إلى مقر له بعد هزيمته في العراق وسوريا".

وتابع أن "فكر تنظيم داعش وممارساته يتعارضون مع فكر الأفغان وثقافتهم، 'فالخلافة الإسلامية' لم تكن سوى شعاراً لا علاقة له بحقيقة الأمور".

وأضاف: "أدرك الأفغان أن الهدف الرئيس لأتباع دولة 'الخلافة الإسلامية' المزعومة، هو تعزيز التطرف الديني والأنشطة الإرهابية، وليس إحقاق الإسلام المعتدل"، مؤكداً أنه "لهذا السبب، يرفض الأفغان داعش 'وخلافتها' وبدأوا في مواجهتها".

وقال رواش إن "العالم أجمع بما فيه أفغانستان، شهد على الفظائع التي ارتكبتها داعش في سوريا والعراق، ولن يقبل المجتمع الأفغاني الذي يحارب الإرهاب منذ سنوات طويلة وجود هذه الجماعة".

وأوضح أنه "لذلك، لا تشكل أفغانستان خياراً صالحاً لداعش لتقيم على أرضها مقرها الرئيس"، مضيفاً أن "ردة فعل الأفغان ستكون سلبية" على أي منظمة إرهابية يقودها أبو بكر البغدادي"، كما كان الحال خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية".

لن تجد داعش حليفاً لها في طالبان

وحتى طالبان لن تتسامح مع محاولة داعش التوغل في أفغانستان.

وفي هذا الإطار، أكد مسؤولون محليون أنه خلال الشهرين الماضيين اندلعت اشتباكات عدة بين عناصر داعش وطالبان في محافظة لغمان، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى لدى كلا الجانبين، وتمكين قوات الدفاع والأمن الوطني الأفغاني من شن عمليات للقضاء عليهما.

وفي أواخر العام الماضي، شهدت محافظة ننکرهار معارك بين تنظيم داعش وحركة طالبان وأعلنت الجماعتان في تشرين الثاني/نوفمبر "الجهاد" ضد بعضهما البعض بعد "صراعات خطيرة وعميقة" في محافظتي جوزجان وننکرهار، حسبما قال مسؤولون محليون لـ سلام تايمز.

وفي آيار/مايو الماضي، ذكر مسؤولون لصحيفة سلام تايمز أن مقاتلي داعش وحركة طالبان يخوضون معارك في جميع أنحاء أفغانستان، متنافسين على ابتزاز السكان المحليين وسرقتهم.

مقاومة قمع داعش

من جانبه، كشف عضو مجلس محافظة ننکرهار ذبيح الله زماري، أن التنظيم "ارتكب العديد من الفظائع والجرائم" خلال وجوده في ننکرهار الذي استمر عامين.

وأوضح لصحيفة سلام تايمز أنهم "أحرقوا المنازل وخطفوا النساء واغتالوا شيوخ القبائل وعلماء الدين وأغلقوا المدارس والمراكز الصحية".

وقال: "لقد بذل التنظيم قصارى جهده للحصول على ولاء السكان، إلا أنه فشل في مسعاه وجاءت نتيجة جهوده عكسية".

ولفت زيماراي إلى أن "سكان ننکرهار رفضوا الانضمام إلى تنظيم داعش، ووقفوا إلى جانب قوات الأمن وقاتلوه".

وأضاف: "لم يكتف سكان ننکرهار بمنع تنظيم داعش من إقامة موطئ قدم له في المحافظة فحسب، بل ناضلوا إلى جانب قوات الأمن للقضاء على فلوله".

وأردف: "على مدار تاريخ البلاد، لم يحدث أن أعلن الشعب الأفغاني ولائه لأي زعيم أجنبي. لذلك فهم لا يرفضون فقط إعلان البيعة لتنظيم داعش الإرهابي، بل يعتقدون أن الانضمام إليه يخالف دينهم وثقافتهم".

وختم زيماراي مؤكداً أنه "لا ينبغي على إرهابيي داعش المجيء إلى أفغانستان لأن جميع قادتهم وغالبية مسلحي فرعهم في خراسان دفنوا تحت ترابها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500