مجتمع

التدخل الإيراني في اليمن يطيل معاناة المدنيين

نبيل عبد الله التميمي من عدن

يمنيون ينتظرون لملء قارورات الغاز وسط نقص متزايد للغاز في العاصمة اليمنية صنعاء. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

يمنيون ينتظرون لملء قارورات الغاز وسط نقص متزايد للغاز في العاصمة اليمنية صنعاء. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

زادت الأوضاع المعيشية سوءا في اليمن بعد ثلاث سنوات من حرب يشنها الحوثيون (انصار الله) المدعومون من إيران ضد الحكومة الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وأكد محللون سياسيون يمنيون لموقع المشارق أن التدخل الإيراني في اليمن من خلال الدعم العسكري والإعلامي والمالي للحوثيين يطيل أمد الحرب ويفاقم معاناة اليمنيين الإنسانية.

وقال مدير العمليات الإنسانية الخاصة بالأمم المتحدة جون جينغ في 27 شباط/فبراير إن الظروف المعيشية في اليمن "كارثية" بعد ثلاث سنوات من النزاع.

وأضاف أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم ويواجه خطرا متزايدا من المجاعة وانتشار الكوليرا.

وأوضح أن أكثر من مليون شخص أصيبوا بالكوليرا منذ نيسان/أبريل 2017، وأن داء الدفتيريا في ظهور للمرة الأولى منذ عام 1982.

وإضافة إلى أزمة انتشار الأوبئة، فإن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة لمساعدات غذائية بينهم 8.4 مليون نسمة على حافة المجاعة الشديدة، بحسب احصاءات الأمم المتحدة.

ولفت جينع إلى أن "حياة اليمنين بحال تفكك مستمرة. ويشتد النزاع منذ تشرين الثاني/نوفمبر مما دفع نحو 100 ألف يمني للنزوح من منازلهم".

وأتت تصريحات جينغ بعد يوم على معارضة روسيا لقرار بريطاني بفرض ضغوط على إيران لوقف تزويد الحوثيين بالصواريخ.

اليمنيون يرفضون حكم الحوثيين

وضاح الجليل الباحث في الشؤون السياسية قال إن "استمرار الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران الذي مكن الحوثيين من السيطرة على مؤسسات الدولة والسيطرة على محافظات يمنية تعتبر هي الأعلى في الكثافة السكانية مقارنة بالمحافظات المحررة يطيل الحرب".

وتابع في حديث للمشارق أنه ومع غياب سلطة الدولة، تكثر الانتهاكات والممارسات غير القانونية من مليشيا الحوثيين وسط استمرار الدعم الإيراني لهم عسكريا وماليا واعلاميا وكل اشكال الدعم الأخرى.

وأكد الجليل أن غالبية اليمنيين ترفض حكم الحوثيين.

واعتبر الجليل أن مصلحة اليمنيين في التخلص من الانقلابين تتلاقى "مع مصلحة دول الجوار التي ترغب في حماية أمنها القومي من الصواريخ الإيرانية التي تنطلق من الأراضي اليمنية تحت سيطرة الميلشيات الحوثية".

وأضاف الجليل أن "دول الجوار لن تسمح ببقاء هذه المليشيات ما دامت تهدد أمنها الوطني".

إيران تدعم الحرب المطوّلة

وأشار الجليل إلى انه "باستمرار الدعم الإيراني [للحوثيين] فقد أصبح اليمنيون يعيشون في عزلة من المجتمع الإقليمي والدولي".

وأضاف أن استمرار الحرب يعني عدم توفر بيئة اقتصادية ومناخ اقتصادي واستثماري مولد للاستثمار ولفرص العمل.

هذا بالإضافة إلى انعدام الخدمات الأساسية وخصوصا في الصحة والتعليم الأمر الذي يهدد حياة الأجيال القادمة وحياة ابنائهم ويغرق البلاد في المزيد من المجاعة والفقر.

من جانبه، قال خالد ناصر كاتب ومحلل سياسي للمشارق إن "التدخل الإيراني يمد في عمر الحرب باعتباره يمد الحوثيين بأسباب البقاء طويلا وهي السلاح والمال الى جانب الدعم الإعلامي".

وأضاف ناصر إن أكثر من 20 مليون يمني باتوا في دائرة الفقر وأن نصفهم يحتاجون لمساعدات عاجلة فيما تواصل إيران بمد الحوثيين بالسلاح الذي تهربه إليهم.

’الحرب الكارثية‘

الخبير الاقتصادي عبد الجليل حسان، وصف معاناة اليمنيين بسبب الحرب بأنها "أكبر مأساة إنسانية".

وقال"الحرب كارثة تأكل الأخضر واليابس"، مشيرا إلى أن مستوى الفقر تجاوز نسبة 85 بالمائة من عدد سكان اليمن.

ولفت إلى أن توقف الاعمال وتسريح الالاف عن أعمالهم حولهم لشريحة الفقراء.

وأضاف أن ذلك يتزامن مع انهيار النظام الصحي والتعليمي وتوقف الخدمات الحكومية.

وتابع "كل ذلك فاقم المعاناة الإنسانية بسبب دعم إيران للحوثيين سواء الدعم العسكري بالصواريخ أو الدعم المالي والإعلامي والسياسي".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

مقال كاذب وغير صحيح كل ما ذكرز الحقيقة ان السعودية والامارات تحتلان اليمن منذ 3 سنوات وتقوم بقصف المدنيين الابرياء وان قصة الشرعية المزعومة كاذبة.

الرد