إرهاب

تأثير داعش يتراجع في سيناء مع إعادة القاعدة تجميع صفوفها

أحمد الشرقاوي من القاهرة

مصريون يشاركون في تشييع فتحي اسماعيل، مؤذن مسجد الروضة، الذي قتل في اعتداء لـ "الدولة الاسلامية" قرب منطقة العريش بمحافظة سيناء شمال البلاد. [محمد الشاهد/وكالة الصحافة الفرنسية]

مصريون يشاركون في تشييع فتحي اسماعيل، مؤذن مسجد الروضة، الذي قتل في اعتداء لـ "الدولة الاسلامية" قرب منطقة العريش بمحافظة سيناء شمال البلاد. [محمد الشاهد/وكالة الصحافة الفرنسية]

أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "منبر سيناء" عن انشقاق أكثر من 40 عنصرا تابعا لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء وانضمامهم إلى تنظيمات تابعة للقاعدة.

وقال مراقبون إن الاعلان الذي جاء في 1 كانون الثاني/يناير من خلال تطبيق تلغرام للرسائل الفورية يشكل بداية انهيار داعش في مصر.

وهي خطوة عزاها الكثير من المراقبين لموقع المشارق إلى تراجع التنظيم في سيناء بعد الهجوم الدامي على مسجد الروضة القريب من بئر العبد في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأدى الاعتداء، الذي اتهمت بتنفيذه داعش على الرغم من عدم إعلانها المسؤولية عنه، إلى مقتل 305 أشخاص ببينهم 27 طفلا، وأثار موجة تنديد عارمة حتى من التنظيمات المتطرفة.

ويرى خالد عكاشة، العميد المتقاعد في الجيش المصري وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهابالذي أنشئ مؤخرا، أن "الأفكار والتعليمات الداعشية أصبحت لا تتوافق مع فكر المتشددين الراغبين في حمل السلاح".

وأضاف للمشارق أن "الشباب المتشدد التابع للتنظيمات المسلحة أصبح لا يهمه فكرة إقامة الدولة الإسلامية"، باعتبار ما "يجده هؤلاء الشباب من صعوبة كبيرة في السيطرة على أراضي العراق وسوريا وسيناء".

وأوضح عكاشة أن خسائر داعش المتلاحقة أثبتت لعناصره أنه لا يمكنهم تحقيق حلم الخلافة.

’خطأ جسيم‘

ورأى عكاشة أن لجوء داعش إلى محاربة المسلمين، كالمتعاونين مع الجيش في مصر على سبيل المثال، دفع إلى "نفور" الأهالي وإحباط جهود داعش في تجنيد العناصر.

وأكد عكاشة أن "عملية مسجد الروضة تحديدا كانت بمثابة نقطة تحول فارقة في الصراع بين داعش وتنظيم القاعدة على استقطاب العناصر المتشددة".

وأوضح أن داعش وقعت في خطأ عقائدي شديد بإقادمها على تنفيذ هذا الهجوم.

وأضاف عكاشة أن "تنظيم القاعدة يعي الآن أن نهاية داعش باتت قريبة لذلك أعاد نشر رسائل أمير القاعدة محمد الظواهري كما أعاد نشر مؤلفات الإرهابيين القاعديين المحبوسين في السجون المصرية".

وأبرز تلك المؤلفات ما كتبه محمد جمال الكاشف قائد خلية مدينة نصر والمسجون لعدة تهم بالإرهاب، وكذلك طارق أبو العزم وهو من أعضاء الخلية ويقبع في السجن، بحسب ما قال.

وأشار عكاشة إلى أن تنظيم القاعدة يمتلك في الأصل بيعات من أغلب الداعشيين لأمير تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري، "وبالتالي فإن عودتهم للقاعدة مسألة حتمية خاصة".

ورأى أن عودة هؤلاء إلى القاعدة تسترعي اهتمامهم لا سيما وأنها ستوفر لهم "ملاذا آمنا وتنظيما يعملون من خلاله بعد أن انقطعت اتصالاتهم بقيادات داعش في سوريا والعراق".

حرب استخباراتية

وأضاف عكاشة أن حرب القاعدة للنيل من مصداقية داعش في سيناء اتخذت شكلا آخر ألا وهو الحرب الاستخباراتية، حيث لجأت القاعدة لزرع جواسيس داخل التنظيم تمكنوا من تسريب بعض أخبار وأسرار داعش خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن "القاعدة كشفت عن اسم محمد الصعيد أمير ديوان الحسبة (أي "الشرطة الدينية") في سيناء التابع لداعش الذي أفتى بجواز تنفيذ عملية مسجد الروضة".

هذا "وكشف عناصر القاعدة أيضا عن محاولة أفراد داعش نصب كمين لأعضاء قبيلة التياها المعروفة بولائها للجيش"، بحسب ما ذكر.

وتابع أن القاعدة تمكنت أيضا من تسريب حوار عبر جهاز لاسلكي بين قياديين من تنظيم داعش يعترفون فيه بعملية كمين الروضة.

من جانبه، قال اللواء محمود زاهر الخبير الأمني والاستراتيجي، إن هناك عمليات عسكرية وقعت بالفعل بين تنظيم جند الإسلام التابع لتنظيم القاعدة وعناصر داعش في سيناء.

وأضاف للمشارق أن من بين هذه العمليات فيديو بثه جند الإسلام يوضح قيامههم بقتل ستة داعشيين في صحراء شمال سيناء والاعتداء على عناصر التنظيم أكثر من مرة.

وأوضح أن "هذه الانشقاقات بمثابة دليل على أن الحرب بين القاعدة وداعش بدأت منذ فترة، ولكن ظهرت على السطح الآن بعد أن رفع القاعدة من حدتها ليقينها بقرب نهاية داعش".

منافسة شديدة

إيمان رجب الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قالت إن معركة داعش والقاعدة ستعجل بلا شك من نهاية "الدولة الإسلامية".

وأضافت للمشارق أن أغلب التنظيمات الإرهابية المسلحة في مصر تابعة للقاعدة.

وأشارت إلى أن "تنظيم جند الإسلام التابع للقاعدة يمتلك قدرات تمثل خطورة في سيناء، بالإضافة إلى اختباء عناصر تنظيم أجناد مصر القاعدي في منطقة الوادي والدلتا وتنظيم أنصار الإسلام القاعدي في الصحراء الغربية".

وأكدت أن أغلب عناصر التنظيمات القاعدية الجديدة كانوا في الأساس ضمن تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن بيعته لداعش وأصبح اسمه "ولاية سيناء".

وأضافت أن "هذه العناصر عملت تحت قيادة داعش وبالتالي فهم يعلمون أشياء كثيرة عنها من حيث إسلوب الإدارة ومصادر السلاح وحتى معسكراتهم ومخابئهم".

واعتبرت أن ما يعرفونه هو ما "سيسهل عليهم تنفيذ عمليات ضد داعش".

وأكدت رجب أن "داعش لن تستسلم لهجمات القاعدة بسهولة، وبالتالي فإن الحرب بينهما ستضعف كلاهما بخسارة الرجال والسلاح والمال".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

مقال شافي وافي ياريت كل الموضوعات يتم تناولها بهذا الوضوح

الرد

شكرا

الرد