مجتمع

مصر تكافح جراء ’كارثة‘ سكانية

وكالة الصحافة الفرنسية

صورة بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 2017 تظهر منطقة العتبة المحاذية لوسط القاهرة. تعد مصر البلد الأكثر ازدحاما سكانيا في العالم العربي مع 96 مليون نسمة وارتفاع عدد السكان 1.6 مليون نسمة كل عام. [محمد الشاهد/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 2017 تظهر منطقة العتبة المحاذية لوسط القاهرة. تعد مصر البلد الأكثر ازدحاما سكانيا في العالم العربي مع 96 مليون نسمة وارتفاع عدد السكان 1.6 مليون نسمة كل عام. [محمد الشاهد/وكالة الصحافة الفرنسية]

يرى علي عبدالعزيز الأطفال على أنهم "نعمة من الله"، حتى إنه أنجب عشرة أطفال على الرغم من سعي الحكومة المصرية للحد من الانفجار السكاني "الكارثي" في البلاد.

ويعمل عبدالعزيز في القاهرة بوابا، لكن أطفاله يعيشون في البلدة مع أمهم في محافظة المنية جنوب البلاد حيث المعيشة أرخص.

ويزيد هذا التضخم السكاني من الضغط على اقتصاد مصر التي ترزح أصلا تحت ظروف سياسية وأمنية منذ العام 2011 والانتفاضة التي أدت إلى الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك.

ويبلغ عدد سكان مصر 96 مليون نسمة، 9.4 مليون منهم من الأجانب، وتعد البلد الأكثر ازدحاما بالسكان بين الدول العربية حيث تشهد كل عام 1.6 مليون نسمة من المواليد الجدد.

وبحسب تقرير نشره صندوق الأمم المتحدة للسكان في أيار/مايو، سيصل عدد سكان مصر بهذه الوتيرة عام 2030 إلى 119 مليون نسمة.

وفي حين يعد 95 بالمائة من أراضي مصر صحراوية غير مأهولة للعيش، يتركز السكان في مناطق محيطة بوادي النيل والدلتا، إضافة إلى عدد أقل على السواحل المحاذية للبحر المتوسط والبحر الأحمر.

وكان تراجع نسبة الوفيات مطلع سبعيانيات القرن الماضي قد أدى إلى تشجيع النمو السكاني.

وفي القاهرة، التي تستضيف تكتلا سكانيا ضخما من 20 مليون نسمة، يبلغ عدد السكان في الكلومتر المربع الواحد 50 ألف، بمعنى آخر 10 أضعاف الازدحام السكاني في العاصمة البريطانية لندن.

’طفلان كافيان‘

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد أن النمو السكاني يعد "تحديا خطره يساوي خطر الارهاب".

وأطلقت الحكومة المصرية حملة للتخطيط الأسري هذا العام تحت شعار "طفلان كافيان"، لمحاولة احتواء هذه الظاهرة.

ولكن عبد العزيز البواب لم يجد بالحملة ما يقنع وقال للمشارق، "الأطفال شبكة أمان: فهم يعتنون بأهلهم حين يكبرون".

أما هيام محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، فلا تريد انجاب المزيد، وقد لجأت إلى مركز التحطيط الأرسي الحكومي في أم خنان بمحافظة الجيزة.

وقالت محمد، 32 عاما، "لا أريد أن يشعر أطفالي بالحرمان"، بعد أن تسلمت حبوب منع الحمل المجانية من طبيب المركز كالكثيرات اللواتي فعلن في بلدتها.

وأضافت محمد، "التعليم مكلف، والحياة أصعب مع ارتفاع الأسعار".

فردوس حامد احد الأطباء في المركز قال إن عدد النساء اللواتي لجأن لخدمات المركز ارتفع مع زيادة الاسعار الأخيرة بعد تعويم الحكومة لسعر الجنيه المصري في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

ورأى حامد أن "الوعي يزداد بين المواطنين".

وبعد تعويم الجنيه، خسرت العملة المصرية أكثر من نصف قيمتها وقفز التضخم إلى 33 بالمائة في أيلول/سبتمبر.

وأضافت محمد "إذا أنجبت خمسة أو ستة أطفال لن أتمكن من إطعامهم".

ارتفاع حاد بالاسعار

ابو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر الذي أجرى الاحصاء الأخير أشار إلى أن النمو الحالي للسكان يعد "كارثيا".

ولفت إلى أن النمو السنوي ارتفع بين العامين 2005 و2014، قبل أن يستقر في العام 2016 على نحو 2.6 بالمائة.

وبحسب الجندي فإن المعدل يجب أن يكون على الأقل ثلاث أضعاف أقل من النمو الاقتصادي حتى لا تدهور معيشة المواطن.

غير أن "ارتفاع نسبة الفقر تترافق مع ازدياد معدل الانجاب لأن الأهل يعتبرون أن الأطفال مصدر دخل"، حيث ينضم الكثير من الأطفال لسوق العمل بعمر صغير، وفق ما شرح.

ماجد عثمان منصب رئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، قال إن نمو عدد سكان مصر يشكل "انتحارا جماعيا".

وأضافت منى أبو الغار، وهي أستاذة طب نسائي في جامعة القاهرة، أن هذه المشكلة تأتي نتيجة "اهمال السياسيين للمسألة منذ منتصف العقد الماضي".

واعتبرت أبو الغار أن "المشكلة بحاجة لأن تولى أهمية أكبر ويخصص لها حملات اعلامية مستمرة على المحطات الاذاعية والتلفزيونية لنشر الوعي حول التخطيط الأسري".

وشددت على أن هذه الحملات يجب أن تتم برعاية السلطات ومؤسسة الأزهر في مصر.

وفي هذا الإطار، قال عباس شومان وهو وكيل إمام الأزهر الشريف، الشيخ أحمد الطيب، إن "التخطيط الأسري حلال" ويجيزه الاسلام.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500