إرهاب

لبنان يستعيد آثارا دينية سرقتها جماعة إرهابية

نهاد طوباليان من بيروت

تسلم الجيش اللبناني مجموعة آثار دينية تاريخية كانت قد سرقتها جبهة النصرة من دير معلولا الأثري بسوريا في كانون الاول/ديسمبر 2013. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في قيادة الجيش ]

تسلم الجيش اللبناني مجموعة آثار دينية تاريخية كانت قد سرقتها جبهة النصرة من دير معلولا الأثري بسوريا في كانون الاول/ديسمبر 2013. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في قيادة الجيش ]

في مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2013، اقتحمت جبهة النصرة، التي تعرف الآن بتحرير الشام، دير سيدة معلولا الديني الأثري بمنطقة القلمون السورية، واختطفت 13 راهبة و3 مساعدات.

وقام التنظيم بنقل المخطوفات إلى منطقة يبرود قبل الإفراج عنهن في 10 آذار/ مارس 2014.

وسرقت يومها جبهة النصرة كل محتويات الدير من دون أي اعتبار لقيمتها الدينية أو التاريخية وخربته.

ومن بين المحتويات المسروقة ايقونات وصلبان وأجراس وكتبا ومخطوطات دينية، جميعها ذات قيمة دينية وتاريخية وفريدة من نوعها.

واليوم، وبعد أربعة أعوام، أعلن الجيش اللبناني أنه عثر على بعض القطع المسروقة في بلدة عرسال في منطقة البقاع شمال شرق لبنان.

وفي 12 كانون الأول/ ديسمبر، تسلم الجيش من أهالي وفعاليات بلدة عرسال جرس كنيسة و11 كتابا قديما بلغات مختلفة، عثر عليها في أحد امخيمات اللاجئين في البلدة.

وأشار بيان مديرية التوجيه بقيادة الجيش إلى أن الأغراض جميعها عائدة لدير معلولا، في القلمون، "كانت قد إستولت عليها التنظيمات الإرهابية خلال الأحداث السورية".

ولفت البيان إلى أنه سيصار إلى "تسليمها لرئاسة الدير بوقت لاحق".

المسروقات سيعاد عرضها

وأكد أسقف صيدنايا وتوابعها، المعاون البطريركي بدمشق الأسقف، لوقا خوري للمشارق أن الكتب المقدسة التي تسلمها الجيش اللبناني "هي من مسروقات الدير، وننتظر تسلمها منه بالقريب العاجل، للتأكد ما إذا كان بينها مخطوطات".

وأوضح أن لهذه الكتب "قيمة دينية وتاريخية".

حجم المسروقات من الدير وفق الأسقف خوري" كبير جدا"، فقد سرق عناصر جبهة النصرة كل مقتنيات الدير والكنيسة.

ومن تلك المقتنيات أجراس الكنيسة وتمثال ضخم من البرونز للسيد المسيح، وفق ما أضاف.

وكانت البطريركية الأرثوذكسية بدمشق، والكلام للأسقف خوري، "قد تسلمت بوقت سابق من الجيش اللبناني ما تبقى من تمثال السيد المسيح، وجرس ومجموعة من الأيقونات التي يعود تاريخ تنفيذها للقرنين الخامس عشر والثامن عشر".

وأكد خوري "نتطلع لإعادة عرضها في الدير الذي أعدنا ترميمه، ونضع اللمسات الأخيرة عليه".

الدير يستعيد ’حياته‘

هذا وإعتبرت المسؤولة عن التوثيق بجامعة البلمند، شمال لبنان، لولو صيبعة أن "لمسروقات دير معلولا قيمة فنية وتاريخية ودينية كبيرة، ما يجعلها قطعا فريدة ونادرة الوجود".

وأشارت إلى أن المسروقات "كانت موزعة بين كنيسة القديس يوحنا المعمدان، ومغارة القديسة تقلا وجناح الأم الرئيسة للدير".

مجمل المسروقات من الأيقونات، تابعت، تعود للقرن الخامس عشر، والثامن عشر والتاسع عشر وأخرى لمطلع القرن العشرين.

ولفتت إلى أن الدير تعرض أيضا لسرقة مجموعة كبيرة من الأناجيل المزخرفة وأوان مقدسة.

وإعتبرت أن كل المسروقات "ذات قيمة دينية وفنية نادرة وفريدة من نوعها"، وقد رسمت خصيصا للدير.

ورأت صبيعة "أن وبإستعادتها تدرجيا، يستعيد الدير محتوياته وحياته".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500