إرهاب

صمت من تنظيم داعش إزاء مذبحة مصر التي دانها حتى مؤيدوه

وكالة الصحافة الفرنسية

أطفال مصريون يقفون بالقرب من كومة من الأحذية التي تخص ضحايا الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر. [مراسل حر/وكالة الصحافة الفرنسية]

أطفال مصريون يقفون بالقرب من كومة من الأحذية التي تخص ضحايا الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر. [مراسل حر/وكالة الصحافة الفرنسية]

لم يبذل المسلحون الذين ذبحوا أكثر من 300 مصلّ في مسجد مصري أي جهد لإخفاء انتمائهم، بحسب ما قالت السلطات المصرية وشهود.

حيث أنهم جاءوا رافعين الأعلام السوداء لتنظيم 'الدولة الاسلامية' (داعش)، بعدما كانوا قد حذروا سابقًا المسجد الذي يقع بشمال سيناء والمرتبط بالصوفيين بإنهاء الممارسات الصوفية والتي يعدها التنظيم من قبيل الكفر.

وقد أوضح شيخ صوفي أنهم كانوا حتى قد زاروا المسجد بأنفسهم قبل عدة أسابيع.

لكن بعد نحو أسبوع من مذبحة يوم الجمعة، لم يعلن تنظيم داعش بعد المسؤولية عن الهجوم في إشارة إلى أن مسلحيه ربما يكونوا تجاوزوا الحدود حتى بمعايير المتشددين نفسها، حسب ما قال مسؤولون ومحللون.

مصريون يحملون الضحايا على نقالات عقب الهجوم الذي استخدمت فيه القنابل والأسلحة النارية على مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

مصريون يحملون الضحايا على نقالات عقب الهجوم الذي استخدمت فيه القنابل والأسلحة النارية على مسجد الروضة بالقرب من مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

ورغم تنفيذ تنظيم داعش مذابح عشوائية في كل قارات العالم تقريبًا، إلا أن هذا الهجوم قد صدم حتى أنصار التنظيم.

ومع انتشار التفاصيل عن حجم الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للمتطرفين، أقدم مؤيدو داعش على نفي ضلوع التنظيم في الهجوم.

وقد دانت كل التنظيمات المسلحة المعروفة في مصر، ومن بينها تنظيم جند الإسلام المرتبط بالقاعدة في سيناء، هذه المذبحة.

وثار غضب مؤيدي التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي حين انتشر على قنوات تواصل اجتماعي مؤيدة للقاعدة تسجيل صوتي لمحادثات لاسلكية بين عنصر في تنظيم داعش يفاخر بالهجوم وآخر يعطيه تفاصيل عنه.

تغيير في طريقة العمل

لقد استهدف تنظيم داعش من قبل بعض المساجد، التي في العادة تخص الشيعة، والصوفيين.

لكن الهجوم على المسجد المصري المكتظ بمئات المصلين الصوفيين وغير الصوفيين أثناء صلاة الجمعة، شكل خروجًا عن المألوف لمناصري تنظيم داعش.

وقد قُتل 27 طفلًا على الأقل في المذبحة.

وقال المحلل امارناث اماراسينغام، وهو باحث أقدم في مجموعة مكافحة الإرهاب آي إس دي جلوبال، إن "شيئًا بهذا الحجم أسفر عن مقتل أكثر من 'مجرد صوفيين' سيكون من الصعب تبريره".

وقتل الفرع المصري لتنظيم داعش، ولاية سيناء، مئات من عناصر الأمن في اعتداءات، وأكثر من 100 قبطي في تفجيرات للكنائس وإطلاق نار خلال العام الماضي.

وقال مسؤول غربي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن هجوم يوم الجمعة "يبدو وكأنه يتوافق مع تغيير تدريجي عبر السنوات الأربع الماضية".

وتابع قائلًا إن تنظيم داعش تدرج "من حملة عنيفة من قبل الإرهابيين في سيناء تتصف بأنها شديدة المحلية (...)، كان فيها حريصًا في البداية على عدم تنفير السكان المحليين (...)، إلى شيء ما يبدو فيه متأثرًا بشكل أكبر بالدوافع الجهادية العالمية".

لا موافقة مركزية

وقال دبلوماسي غربي تحدث أيضًا شريطة عدم الكشف عن هويته "من الممكن أن يكون الهجوم تم تنسيقه بدون موافقة مركزية. لذا غاب إعلان المسؤولية".

وهناك احتمال آخر أن يكون الغرض من الهجوم توجيه رسالة للصوفيين والقرويين الذين ينظر إليهم على أنهم مؤيدون للحكومة، دون منحه صفة التبني الرسمي للمسؤولية من قبل تنظيم داعش.

وقال حسن حسن، الخبير البارز في شؤون تنظيم داعش، إن التنظيم كان قد وصف الصوفيين بـ"الطواغيت" في أحد المنشورات، وهي كلمة استخدمت في القرآن لوصف الشيطان والطغاة المستبدين.

وأضاف حسن، وهو زميل أقدم بمركز الأبحاث TIMEP ومؤلف كتاب "تنظيم داعش: داخل جيش الارهاب"، إن "لا شيء يتخطى الحدود حين يصفونهم بالطواغيت".

لكنه تابع أن مقاتلي التنظيم تجاوزوا الحدود في السابق وتعرضوا للعقاب بسبب ذلك.

وأشار إلى مذبحة نفذها التنظيم في العام 2014 وشهدت قتل 700 من رجال عشيرة الشعيطات في منطقة دير الزور في شرق سوريا قائلًا "حين قتلوا الشعيطات، فقد عزلوا (المنفذين) بعد ذلك".

وأضاف أن ذلك حدث "إما لأنهم ارادوا أن ينأوا بأنفسهم عما حدث أو لأن مرتكبيها تجاوزا الحدود".

وفيما لا تزال طريقة عمل التنظيم الإعلامية تربك المراقبين، فإنه لا يزال ممكنًا، ولكن ليس مرجحًا، أن يتبنى التنظيم المسؤولية عن الهجوم.

فبعد هجوم استهدف كشكًا عسكريًا لتحصيل الرسوم جنوب القاهرة في حزيران/يونيو الماضي، تبنى التنظيم الهجوم بعد ثلاثة أسابيع، ليس عبر بيان معتاد على حسابات التواصل الاجتماعي التابعة له لكن عبر مجلته الاسبوعية "النبأ".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اااي اقضدر اقول حسبي الله ونعم الوكيل

الرد