إرهاب

الأردن يستضيف اجتماعا لمناقشة الاستقرار بعد داعش

نور الصالح من عمان

العاهل الأردني الملك عبدالله يلقي خطابا أثناء افتتاحه جلسة البرلمان في عمان يوم الأحد 12 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد استضافت المملكة يوم الاثنين اجتماعا للتحالف الدولي الذي يقاتل ’الدولة الإسلامية‘. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

العاهل الأردني الملك عبدالله يلقي خطابا أثناء افتتاحه جلسة البرلمان في عمان يوم الأحد 12 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد استضافت المملكة يوم الاثنين اجتماعا للتحالف الدولي الذي يقاتل ’الدولة الإسلامية‘. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

اجتمع ممثلون من الدول التي تقاتل تنظيم ’الدولة الإسلامية‘ (داعش) في العاصمة الأردنية يوم الاثنين 13 تشرين الثاني/نوفمبر، لمناقشة سبل تعزيز الاستقرار في مرحلة ما بعد داعش.

وسبق اجتماع مجموعة دعم الاستقرار، اجتماع آخر عقد في عمان يوم الأربعاء للمجموعة الصغيرة بالتحالف الدولي بحضور أعضاء أساسيين في التحالف لتنسيق وتعزيز الجهود المشتركة لمواجهة تنظيم داعش.

وقد شارك في اجتماع الاثنين، الذي تشاركت دولتا الإمارات وألمانيا في رئاسته، نحو 100 ممثل من 32 بلدا ومنظمة.

وهو الاجتماع الثاني الذي يستضيفه الأردن خلال هذا العام لمجموعة دعم الاستقرار التابعة للتحالف الدولي.

ويُعد الأردن طرفا معنيا بصورة كبيرة في المنطقة لأن له حدود مشتركة مع كل من العراق وسوريا.

وقال السفير نواف التل مستشار وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني إﻥ "ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﺒﻘـﻰ ﻓﻲ ﻃﻠﻴعة ﺍﻟﺠﻬـﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓـﺔ لمحاربة ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩ ﺃﻣﻨﻨﺎ ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ".

وشدد على أن النجاحات السياسية ينبغي أن تواكبها جهود إنسانية وتنموية وسياسية.

مناقشات واسعة النطاق

ﻭقد أوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن المشاركين في ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ بحثوا ﺁﺧﺮ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺪ تنظيم دﺍﻋﺶ في العراق ﻭﺟﻬﻮﺩ تعزيز ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ولا سيما ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﺍﻟسورية.

كما ناقشوا جهود التحالف لمكافحة دعاية تنظيم داعش وﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴــﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼلة ﺑﻌﻤﻠــﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳــﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ.

وأكد أمين عام مجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق أن "العراق يتطلع إلى دعم المجتمع الدولي لجهود الحكومة العراقية في تنفيذ مشاريع إعادة الاستقرار".

وبين أن العراق يولي اهتماما كبيا لإعادة النازحين وتنفيذ المصالحات المجتمعية وتسريع عمليات إزالة الألغام فضلًا عن إيجاد فرص عمل للشباب في المناطق المحررة.

كما أكد مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية لدولة الامارات السفير سلطان الشامسي أن التنسيق مستمر بين الأردن والإمارات في جهود مكافحة الإرهاب وتعزيز مشاريع الاستقرار.

ولفت إلى أن الإمارات قدمت 60 مليون دولار كمنحة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتنفيذ مشاريع الاستقرار في المناطق المحررة في العراق، مشيرا إلى أن المساعدات الاماراتية خلال السنوات الثلاث الأخيرة للنازحين العراقيين بلغت ما قيمته 250 مليون دولار.

وبدوره، قال السفير الألماني بالأردن ايكارد بروز إنه "مع قرب انتهاء الوجود الجغرافي لعصابة داعش في العراق بالكامل، فإنه يلزم بذل جهود مدنية وأمنية وإنسانية".

التنسيق لمرحلة ما بعد داعش

من جانبه، قال الدكتور سعود الشرفات، مدير مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب في عمان، إن توقيت الاجتماع هام حيث أن التحالف المناهض لداعش يدرك تماما ضرورة التنسيق لما بعد داعش.

وبدوره، رأى عمر الرداد خبير وباحث الأمن الاستراتيجي أن "الاجتماع عُقد بواسطة إحدى أهم الهيئات المعنية بمواصلة العمل لإنجاز حل سياسي في سوريا".

وقال للمشارق إنه يتزامن مع هزيمة داعش في العراق وسوريا، ويسبق اجتماعا للمعارضة السورية في الرياض الأسبوع القادم.

هذا ويُعقد اجتماع الرياض، المقرر في الفترة 22-24 تشرين الثاني/نوفمبر، بناء على طلب فصائل المعارضة، وسيهدف لتشكيل وفد مفاوض مشترك لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.

وبحسب الشرفات، فإنه في الوقت الذي نجح فيه التحالف بهزيمة تنظيم داعش عسكريا في العراق وسوريا، فإن هزيمة فكر التنظيم لا زالت بعيدة المنال.

وقال إن "الركون إلى مقولة القضاء على الإرهاب أو التنظيم تبدو بعيدة المنال"، مشيرا إلى أن فكر التنظيم يتجاوز الحدود القومية والجغرافية.

وأضاف أن سياسات مكافحة الإرهاب فشلت فشلا ذريعا في التطرق للجانب الفكري وتركز بصورة كبيرة للغاية على الجانب العسكري.

’مخاوف جدية‘ على الاستقرار

وقال الرداد إن الأردن اكثر الاطراف المعنية باستقرار سوريا والعراق.

وأشار إلى أن المملكة نفسها تتعرض لأزمة اقتصادية حادة أسهم في تفاقمها اغلاق الحدود مع سوريا والعراق، اضافة لتدفق أكتر من مليون ونصف لاجئ سوري.

وأضاف أن المجتمع الدولي لم يقدم إلا 40 بالمائة من احتياجاتهم.

وأكد الرداد "أن كافة العمليات الإرهابية التي استهدفت الأردن منذ بدء الأزمة السورية، وقبلها العراقية، كانت مرتبطة ارتباطا مباشرا بهاتين الأزمتين".

كما شدد السفير التل خلال اجتماع الاثنين على استعداد الأردن لأن يكون "بوابة لمشاريع الاستقرار والإعمار في العراق خصوصا في ظل إعادة فتح معبر الكرامة [معبر طربيل]".

ويرى الشرفات أن "الأردن مشارك فعال في التحالف كونه أكثر الأطراف السياسية حساسية جيوسياسا للصراع السياسي والعنف والفوضى على حدوده مع العراق وسوريا".

وأضاف "لذلك السبب، فهو معنى بأي تطور على الأرض سواء في العراق أو سوريا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500