حقوق الإنسان

معاناة النازحين في اليمن تزداد مع استمرار الحرب

فيصل دارم من صنعاء

رجل يمني ينقل المساعدات الغذائية عبر شوارع صنعاء. [فيصل دارم/المشارق]

رجل يمني ينقل المساعدات الغذائية عبر شوارع صنعاء. [فيصل دارم/المشارق]

طالب مسؤولون المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية مضاعفة جهودها لتخفيف معاناة نحو 2 مليون يمني نازح نتيجة الحرب يواجهون ظروفاً مأساوية تفاقمت نتيجة تراجع المساعدات.

وتزداد حاجة النازحين داخل اليمن للمساعدات الغذائية والانسانية مع استمرار الحرب، وفق ما أشاروا، لكن تراجع التمويل ترك المنظمات الدولية عاجزة عن توفير المساعدة اللازمة.

وأشار تقرير لفريق العمل المعني بالتحركات السكانية الصادر في تموز/يوليو 2017، إلى أن عدد السكان النازحين داخلياً وصل إلى 1.98 مليون شخص، أو 7 بالمائة من عدد سكان البلاد.

وذكر التقرير أن 946,044 نازح عادوا إلى منازلهم في 20 محافظة، مما يترجم بـ 10.4بالمائة من سكان اليمن ممن عانوا من اضطرابات النزوح نتيجة النزاع المستمر منذ 26 شهراً.

نازحون يمنيون فروا من القتال في منطقة حرض يجلسون داخل خيم في مخيم النازحين بمديرية عبس في محافظة حجة بتاريخ 23 تموز/يوليو. [مصور مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

نازحون يمنيون فروا من القتال في منطقة حرض يجلسون داخل خيم في مخيم النازحين بمديرية عبس في محافظة حجة بتاريخ 23 تموز/يوليو. [مصور مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

فتاة يمنية تشرب المياه التي سحبت من البئر في بلدة فقيرة في ضواحي الحديدة بتاريخ 23 تموز/يوليو. تواجه المنطقة نقصاً حاداً في مياه الشرب نتيجة الجفاف. [عبدو حيدر/وكالة الصحافة الفرنسية]

فتاة يمنية تشرب المياه التي سحبت من البئر في بلدة فقيرة في ضواحي الحديدة بتاريخ 23 تموز/يوليو. تواجه المنطقة نقصاً حاداً في مياه الشرب نتيجة الجفاف. [عبدو حيدر/وكالة الصحافة الفرنسية]

نازحون فروا من القتال في منطقة حرض في مديرية عبس في محافظة حجة لجأوا إلى مخيم للنازحين، في صورة بتاريخ 23 تموز/يوليو. [مصور مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

نازحون فروا من القتال في منطقة حرض في مديرية عبس في محافظة حجة لجأوا إلى مخيم للنازحين، في صورة بتاريخ 23 تموز/يوليو. [مصور مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتوزع العائدون على خمسة محافظات كبرى هي عدن ومآرب وعمران واب إضافة إلى المنطقة الادارية في صنعاء.

وأضاف التقرير أن 84 بالمائة من النازحين اضطروا للعيش بعيداً عن منازلهم أكثر من عام.

وأشار إلى أنهم يواجهون فقدان سبل كسب الرزق والخدمات الاجتماعية الأساسية، حيث هم أكثر عرضة للإصابة بالأوبئة وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

وحتى بعد عودتهم لديارهم، قد يجدون دماراً واسع الانتشار في أصولهم وممتلكاتهم وصعوبة في استئناف حياتهم من جديد، وفق التقرير.

مساعدات غير كافية لسد الحاجات

وقال عبد الوهاب الوشلي رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين إن "نسبة تغطية احتياجاتهم الغذائية والمساعدات الأخرى المقدمة من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني لا يتجاوز 30-40 بالمائة".

وأضاف الوشلي في حديث للمشارق أن استمرار الحرب زاد "أعباء السكان بشكل عام والنازحين بشكل خاص لأنهم تركوا مناطقهم ومنازلهم للنجاة بأنفسهم وأطفالهم".

وأشار إلى أن "بالتالي افتقادهم لكل الإمكانات البسيطة التي تساعدهم على العيش في أدنى صوره".

وأشار الوشلي إلى أن التقرير حدد حاجات النازحين العاجلة للغذاء بـ 75 بالمائة والوصول للدخل بـ 8 بالمائة والسكن 5 بالمائة ومياه الشرب 3 بالمائة.

وأشار الوشلي إلى أن الوحدة التنفيذية تعمل على توزيع المساعدات المقدمة للنازحين بالتناوب حيث تقدمها كل شهر لمجموعة من النازحين.

ولفت إلى أن الوحدة تعمل مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وحول طبيعة نزوح اليمنيين، قال إن 60 بالمائة تقريبًا من النازحين ينزحون إلى منازل أقربائهم، أما المخيمات فيقصدها في الغالب الذين لا تتوفر لهم بدائل أخرى.

وأضاف الوشلي أن الوحدة التنفيذية وفرت إيجارات مساكن لعدد 1500 اسرة نازحة في صنعاء، وهي الأسر المعدمة والفقيرة جداً من فئة النازحين.

وقال إن "بعض النازحين انخرطوا في أعمال بسيطة لمساعدة اسرهم لتوفير لقمة العيش ومواجهة الاحتياجات المتزايدة".

تراجع التمويل

من جانبه، قال زيد العلايا الناطق باسم مكتب منظمة الاوتشا في اليمن أن المنظمات الدولية في المجال الإنساني لا تستطيع تقديم كل المساعدات المطلوبة للنازحين في ظل فجوة تمويل الأنشطة الإغاثية.

وأوضح أن نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بلغت 55 بالمائة من حجم المبالغ المطلوبة للعام الحالي، وهذا أثّر سلباً على جهود الاغاثة التي تقودها المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف العلايا في حديثه للمشارق أن الجمعيات المحلية تعمل بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي بالإضافة الى الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين.

وأشار إلى أنها تركز جهودها "نحو الفئات الأكثر ضعفاً من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة سواء ضمن النازحين او الفئات الأكثر تضررا من الحرب".

عبد الوهاب شرف الدين مدير وحدة النازحين في أمانة العاصمة صنعاء قال إن عدد النازحين في أمانة العاصمة 52700 أسرة من 13 محافظة تتصدرها صعدة وتعز.

وأوضح لموقع المشارق أن عدد هؤلاء يصل إلى نحو 25 بالمائة من النازحين في اليمن.

وأضاف شرف الدين أن النازحون يلجأون إلى صنعاء "لاعتقادهم بوجود فرص أفضل للحصول على المساعدات مقارنة بالمحافظات الأخرى"، وأن المساعدات الغذائية وغيرها المقدمة لهم تعطى 65 بالمائة من الحاجات الفعلية في المحافظة.

وتحدث شرف الدين عن تحديات تواجه الوحدة التنفيذية في أمانة العاصمة حيث يصعب عليها توفير المسكن للعدد المتزايد من الطلبة من أبناء النازحين.

وقال إن عدد الطلبة من أبناء أسر النازحين في أمانة العاصمة صنعاء بلغ 98 ألف طالب وطالبة، مضيفاً أن الوحدة تعمل من اجل التحاقهم في الصفوف الدراسية.

هذا ولا تزال العديد من المدارس في مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء مغلقة بسبب اضراب المعلمين نتيجة تعليق صرف رواتبهم.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

احححححه بس حسبي الله ونعم الوكيل'برضه انا نازح من تعز أكثر النازحين ياللي من تعز حاليا في صنعاء لقيت ناس كثيرة والله الي متى ...

الرد