أمن

مواطنون يظهرون تضامنهم مع الجيش اللبناني بالقرب من عرسال

نهاد طوباليان من بيروت

لبنانيون يعدون وجبات للجنود الذين يحاربون على جبهات القتال في المناطق النائية في رأس بعلبك والقاع. [حقوق الصورة للأخت أغنيس لحام]

لبنانيون يعدون وجبات للجنود الذين يحاربون على جبهات القتال في المناطق النائية في رأس بعلبك والقاع. [حقوق الصورة للأخت أغنيس لحام]

كشفت حملة الجيش اللبناني لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من منطقة جبلية على الحدود مع سوريا عن عمق تضامن المواطنين مع الجيش، بحسب ما ذكره سكان محليون.

ومنذ بدء المعارك يوم السبت (19 آب/أغسطس)، فقد استنفر السكان في المناطق التي تم نشر الجيش بها لإعداد وجبات للجنود وتقديم المساعدات لهم.

وبهذا الإطار، يقول المحلل السياسي جورج شاهين للمشارق إن اللبنانيين يتطلعون للجيش على أنه القوة الوطنية الشرعية الوحيدة لحمايتهم وحماية وطنهم.

وقال إن جيش اليوم قوة ضاربة فعالة قوامها 30 ألف جندي وقد أثبت إنه قادر على تنفيذ عمليات عسكرية متناهية الدقة.

وأشار شاهين إلى "التضامن الشعبي غير المسبوق مع الجيش"، وقال إن عملية فجر الجرود الجارية لطرد داعش من المنطقة الحدودية "تمثل فجرًا جديدًا للبنان".

التنسيق العسكري-المدني

وفي رأس بعلبك والقاع، يعمل الأهالي بالتنسيق مع الجيش لتقديم الرعاية الطبية وإعداد الوجبات للجنود.

ففي رأس بعلبك، أطلقت رئيسة دير مار يعقوب الذي يقع مقره في منطقة القلمون ورئيسة جمعية ابن الإنسان بلبنان، الأخت أغنيس لحام، مبادرة تقضي بتجهيز مطبخ ثكنة الجيش بالبلدة، حيث تجمع يوميًا مئات المتطوعين من الشباب لإعداد الوجبات للجيش وإيصاله ساخنًا إلى الجبهات.

واستنهضت هذه المبادرة متطوعين من بلدات الفاكهة وجديدة الفاكهة وعرسال والهرمل وبيروت، فيما تمد مؤسسات غذائية من كل لبنان المطبخ بالمواد الأولية التي تُمَكّنه من إعداد ما يزيد عن 4800 وجبة يومية.

وقالت لحام للمشارق "عندما شعرت باقتراب موعد معركة تحرير الجرود، وجدت ضرورة الوقوف إلى جانب جيشنا ولبنان".

وأضافت "زرت قائد الجيش العماد جوزف عون، وتبرعنا باسم دير مار يعقوب بمستشفى ميداني سبق ونفذناه وجهزناه".

وتابعت "كما وضعنا سيارة إسعاف بتصرف الجيش".

وذكرت "نسقنا أيضًا مع قائد المنطقة العسكرية برأس بعلبك لتجهيز مطبخ الثكنة لإعداد وجبات الطعام".

وأضافت أن المطبخ يعد 4800 سندوتش يوميًا، وقد تم تقسيم المطبخ إلى أربعة أقسام من أجل الحد الأقصى من الفعالية. وهو يخضع لإشراف لجنة إدارية بإشراف قيادة الجيش.

"تُؤَمّن المؤسسة العسكرية لنا المواد الغذائية، ويتم سد نقص المواد بتبرعات وهبات من المؤسسات التجارية والجمعيات"، وفقًا للأخت لحام.

وتابعت الأخت لحام أن المبادرة التي انطلقت متواضعة، "سرعان ما تحولت لكرة ثلج، إذ لبى عدد كبير من المتطوعين من أبناء البلدة والبلدات المجاورة نداء التطوع لإعداد الوجبات اليومية".

وأوضحت "يعمل الجميع ضمن ضوابط صارمة، لأن مسؤوليتنا تقضي بإيصال السندويتشات المعبأة بعلب مع الفاكهة والمياه بأفضل ما يكون على الأفواج العسكرية بإشراف منسق إدارة التغذية بالجيش".

وقالت: "أثبتت هذه المعركة اللحمة الوطنية بين اللبنانيين من كافة الانتماءات الدينية والسياسية باتجاه الجيش الذي يدافع عن أمننا وكرامتنا".

مساعدة لوجستية

وبغضون ذلك في بلدة القاع، يستعد الأهالي لدعم الجيش و"تقديم أي دعم لوجستي يطلبه"، وفق ما قال رئيس بلديتها بشير مطر.

وقال للمشارق إن هذا يتضمن توفير خزانات مياه للشرب والأغراض الأخرى وتصليح أعطال بعض المركبات العسكرية بحالات الطوارئ.

وأضاف "شكلنا فريق دعم وإنقاذ مع الصليب الأحمر اللبناني وأطلقنا حملة تبرع بالدم تحسبًا لأي طارئ".

وأكد مطر أن كل البلدة" وضعت نفسها بتصرف الجيش ما جعلها خلية نحل تنتظر إشارة منه لتلبي ما يحتاجه".

وتابع أنه بإشراف جمعية كاريتاس، تقوم نساء القاع بإعداد الوجبات للجيش بمطبخ رأس بعلبك.

وختم مطر أن البلدية تعمل بالتنسيق مع الجيش لتوفير المازوت وغيره من المستلزمات لحالات الطوارئ.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500