تربية

رئيس جامعة القاهرة السابق يكشف عن مقاربة لمواجهة التطرف

وليد أبو الخير من القاهرة

رئيس جامعة القاهرة السابق جابر نصار يلقي كلمة خلال إحدى فعاليات الجامعة. في مقابلة حصرية مع المشارق، وصف نصار جهود الجامعة في منع الفكر المتطرف من الانتشار. [حقوق الصورة لجابر نصار]

رئيس جامعة القاهرة السابق جابر نصار يلقي كلمة خلال إحدى فعاليات الجامعة. في مقابلة حصرية مع المشارق، وصف نصار جهود الجامعة في منع الفكر المتطرف من الانتشار. [حقوق الصورة لجابر نصار]

يعتبر رئيس جامعة القاهرة السابق الدكتور جابر نصار، أن الوسيلة الأمثل لحماية طلاب الجامعة من الفكر المتطرف هي من خلال تعزيز نموهم الفكري وتشجيعهم على المشاركة في نشاطات ثقافية.

واعتبر في حديث خاص للمشارق أن محاربة الفكر المتطرف تكمن في استهدافه.

ووصف نصار الذي انتهت ولايته في 31 تموز/يوليو الجهود التي بذلت خلال فترة توليه رئاسة الجامعة والجهود المستمرة من الكادر التعليمي في توفير بيئة تحصن نمو الطلاب وتبعدهم عن التطرف.

المشارق: برأيكم ما هو دور الجامعة في التصدي للإرهاب؟

طلاب من جامعة القاهرة في صورة لهم في إحدى قاعات الجامعة المخصصة للفنون والمطالعة. [حقوق الصورة لجابر نصار]

طلاب من جامعة القاهرة في صورة لهم في إحدى قاعات الجامعة المخصصة للفنون والمطالعة. [حقوق الصورة لجابر نصار]

جابر نصار: إن دور الجامعة في التصدي للإرهاب هو دور مهم جدا، ولكنه ليس دورا مباشرا، فالارهاب فعل، وهذا الفعل العنيف يواجه بتطبيق القانون والقوة اللازمة، لكن لو تعمقنا بالأمر لوجدنا ان الارهاب فعل ناتج عن فكر متطرف.

فالفكر المتطرف هو المفرخة الأساسية التي تولد الإرهاب، ولذلك فإن الدور الأساسي للجامعة هو تفكيك التطرف في المجتمع ومنع هذا الفكر المتطرف عن الطلاب.

المشارق: كيف قمتم بمواجهة نشر الفكر المتطرف؟

نصار: برز دور الجامعة لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب عن طريق تجفيف منابع التطرف.

إن وجود التطرف أدى إلى انهيار العملية التعليمية داخل الجامعات، لأن الطالب المتطرف لا يمكن تعليمه والاستاذ المتطرف لا يمكن أن يعلم تعليما لصالح الوطن [...].

ويتم مواجهة [الارهاب] عبر استعادة القوة الناعمة التي تمثلها الجامعات باعتبارها حاضنة للفكر والآداب والتنوير، ومن ثم فعلى الجامعات دور كبير في محاربة التطرف والإرهاب بعملية تعليمية صحيحة قائمة على الثقافة والفنون والآداب.

لذا فإن تجربة جامعة القاهرة استلهمت هذا الفكر وهذه الرؤية والتصور ونجحت في وقت قياسي جدا بتحويل وجدان طلابها ومنتسبيها عن الفكر المتطرف.

المشارق: ما هي النشاطات الفكرية التي تقومون بها لتوعية الطلاب عن الفكر المتطرف؟

نصار: استخدمنا في هذه العملية الفنون والآداب والقراءة، وتكوين العقل الطلابي ووجدانه للوصول إلى قبول الاختلاف وقبول الآخر واتساع المدارك بالفهم.

لذلك كانت لدينا مشاريع ثقافية مهمة في الجامعة كمسابقة اقرأ التي تحولت الى مؤسسة ويتبع لها دوار القراءة، بالإضافة إلى استخدام الفنون والآداب الحوار والفعاليات الثقافية وندوات تعرض كل الآراء والاختلافات حتى لا يبقى أي مبرر لاستقطاب الطلاب من قبل المتطرفين.

المشارق: حدثنا عن مبادرة اقرأ.

نصار: الحل ليس بالمواجهة الأمنية، فالمواجهة الامنية مربع صغير وجزء بسيط، والمواجهة الحقيقية لمواجهة الفكر المتطرف تكون بالثقافة والفكر والفنون والتعليم وتكوين وجدان الطالب بقبول الآخر وقبول الاختلاف.

فقد أنشأنا دوار القراءة وهو مشروع كبير التأثير وفكرته قائمة على توفير كل كتب المعارف العامة والروايات حيث يقوم الطالب بحجز كتاب لقراءته عبر الموقع الالكتروني ويستلم الكتاب من المكتبة في الجامعة.

كل طالب يتسعير ثلاث كتب يحتفظ بالكتاب الرابع مجانا ليكون باستطاعته تكوين مكتبة وينفتح على قراءات كثيرة التي توسع مداركه.

وهذه التجربة نعتز بها وستستمر.

المشارق: كيف تم استغلال الفنون في عملية المواجهة مع التطرف؟

نصار: أقمنا في الفترة الماضية مجموعة من الفعاليات التي ارتبطت باعادة الفنون المسرحية باشكالها إلى أحضان الجامعة.

واتخذت قرارا في بداية تسلمي لرئاسة الجامعة في العام 2013، بأن يقام بكل كلية مسرح، لذلك زاد عدد المسارح من ثمانية إلى ستة عشر مسرحا، وتكون في كل كلية فريق مسرحي واخر غنائي.

وأقمنا مسابقة للعروض القصيرة وأخرى للعروض الكبيرة، وكانت العروض تقدم بإطار مسابقات وجوائز للطلاب، لذا باتت الجامعة الآن تصدر الطلاب الموهوبين في كل أنواع الثقافة والفنون.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

الله الموفق والمستعان المشاركة الفكرية واشراكهم في كل ماهو خاص بالدولةوتنمية المواهب ونزع كل افكار التطرف الله يوفق الجميع

الرد