العاهل السعودي يعفي ابن شقيقه ويعين ابنه وليًا للعهد

عين العاهل السعودي الملك سلمان يوم الأربعاء 21 يونيو/حزيران، ابنه محمد بن سلمان وليًا للعهد، مكملًا بذلك الإعفاء التدريجي من السلطات لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، 57 عامًا.

ووفقًا لمرسوم ملكي بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فقد تم تعيين محمد بن سلمان، 31 عاما، بمنصب نائب رئيس الوزراء، مع احتفاظه بمنصبه كوزير للدفاع.

وكان الأمير الشاب يتمتع بالفعل بسلطات واسعة قبل تسميته وليا للعهد، حيث أنه يقود برنامجا إصلاحيا اقتصاديا واجتماعيا ضخما في المملكة المحافظة.

ويُعد شبابه أمرا جديدا على بلد معتاد على الزعماء المسنين، فوالده يبلغ من العمر 81 عاما، كما أن صعوده السريع بين صفوف الأسرة الحاكمة على مدار العامين الماضين يرمز لآمال الشباب بالمملكة، حيث أكثر من نصف السكان دون سن 25 عامًا.

وأظهرت صور بثتها قنوات التلفزيون السعودي الأمير محمد بن سلمان وهو يقبل يد الأمير محمد بن نايف وينحني أمام ابن عمه الأكبر سنًا الذي ربت على كتفه لتهنئته.

وقال ولي العهد السابق "سأرتاح أنا الآن، والله يعين"، ورد عليه بديله قائلًا "الله يعين. ولا نستغني عن توجيهاتك".

وبحسب المرسوم، فقد أقيل الأمير محمد بن نايف، الذي يحظى بتقدير في الغرب لعمله الأمني وجهوده ضد تنظيم القاعدة، من منصبه كوزير للداخلية ونائب رئيس الوزراء.

ويُعد ولي العهد الجديد المحرك الرئيسي وراء خطة الإصلاح بالمملكة، وهي رؤية 2030، التي تهدف لإدخال تغييرات اجتماعية واقتصادية على اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.

كما يترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي ينسق السياسة الاقتصادية ويشرف على عملاق النفط السعودي شركة آرامكو المملوكة للدولة.

ملف عام

هذا ويُكمل تعيين الأمير محمد بمنصب ولي العهد الإعفاء التدريجي من السلطات لولي العهد الذي تم إعفاؤه.

وكان تعديل أمني وحكومي حدث في شهر أبريل/نيسان قد مهد الطريق أمام صعود محمد بن سلمان، حيث تم تعيين عدد من حلفائه بمناصب بارزة وتسمية أحد أشقائه سفيرًا لواشنطن.

وكان الملك سلمان قد قدم سابقة بالفعل على إعفاء ولي العهد حين أقدم في أبريل/نيسان 2015 على تعيين محمد بن نايف وإعفاء الأمير مقرن عبد العزيز آل سعود، الذي كان الملك السابق عبدالله قد عينه.

وقد جعلت تلك الخطوة من محمد بن نايف أول أبناء الجيل الثاني أو أول أحفاد مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود في الخط لقيادة المملكة الإسلامية.

ومع استعداد محمد بن سلمان الآن لتولي العرش، فإن جيلًا حتى أصغر أصبح مستعدًا لتولي السلطة.

وفي رسالة للملك، عبر الأمير محمد بن نايف عن تأييده لقرار الملك، بحسب ما صرح به مسؤول سعودي لوكالة الصحافة الفرنسية.

هذا وقد تم تسمية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وهو ابن شقيق وزير الداخلية المُعفى من منصبه، ليحل محله.

وهو بهذا يتولى السيطرة على قوات الأمن في وقت تتعرض فيه المملكة لعمليات إطلاق نار دورية وهجمات بالقنابل يتبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وغير ذلك من الاضطرابات في البلاد.