إرهاب

داعش تتاجر بمخدر الكبتاغون لتمويل أنشطتها

وليد أبو الخير من القاهرة

يعتبر مخدر الترامادول الأفيوني من المواد التي يتعاطاها مقاتلو ʼالدولة الإسلاميةʻ. [حقوق الصورة لمصطفى بالي]

يعتبر مخدر الترامادول الأفيوني من المواد التي يتعاطاها مقاتلو ʼالدولة الإسلاميةʻ. [حقوق الصورة لمصطفى بالي]

أكد مسؤولون سوريون تحدثوا لموقع ديارنا أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يستخدمون مواداً مخدرة غير مشروعة كالكبتاغون، كما يصنعونها ويهرّبونها ويتاجرون بها لمحاربة التعب الذي ينتابهم في ساحات القتال وكذلك لزيادة إيرادات التنظيم.

وتحدثت أخبار عن محاولة داعش تبرير هذا النشاط غير القانوني عبر إصدار فتوى تسمح لها باستخدام المنشط بحجة أنه "يساعد على الجهاد".

وتعتبر هذه الحبوب مطلوبة في صفوف المقاتلين كونها تعطيهم شعوراً بالنشوة، كما أنها فعالة جداً في إبقائهم مستيقظين لفترات طويلة من الوقت، بحسب ما ذكره أشخاص على علم بمفعول المخدر. وأكد هؤلاء أنه يسهل أيضاً صنعه.

وفي هذا السياق، قال مروان الشهابي وهو قائد فصيل عسكري في الجيش الحر متمركز في مدينة الباب، إنه "بسبب مرور وقت طويل على الصراع الدائر في سوريا، فإن الكثير من الآفات ظهرت في العديد من المناطق السورية ومن بينها الإدمان على المخدرات".

الشرطة السورية تعرض في فرع مكافحة المخدرات في دمشق بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير، مخدرات وحبوب كبتاغون تمت مصادرتها. وقد ازداد تداول هذه المادة غير المشروعة في ظل الفوضى التي رافقت الحرب في سوريا. [حقوق الصورة للؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

الشرطة السورية تعرض في فرع مكافحة المخدرات في دمشق بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير، مخدرات وحبوب كبتاغون تمت مصادرتها. وقد ازداد تداول هذه المادة غير المشروعة في ظل الفوضى التي رافقت الحرب في سوريا. [حقوق الصورة للؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف أن هذا الأمر شائع في صفوف المقاتلين، إذ يتعاطى عدد كبير منهم الكبتاغون للبقاء مستيقظين والترامادول لتسكين الألم من أي إصابات تعرضوا لها. وتابع أن هذه الحبوب تعطي المقاتلين نشوة عارمة مما يولد لديهم شعوراً بالقوة المطلقة.

وأشار إلى أن تعاطي حبوب الكبتاغون منتشر بشكل خاص بين مقاتلي تنظيم داعش، إذ أن "تناولها ليس محرماً كونها تساعد على الجهاد حسب قولهم".

التصنيع والتوزيع

وذكر أن أمراء التنظيم كانوا يحصلون على الحبوب عبر وسطاء يهرّبونها إلى داخل سوريا ليتم توزيعها على العناصر.

وتابع "لكن يبدو أن التنظيم استطاع أن يقيم معامل التصنيع الخاصة به مع الحصار شبه الكامل الذي يعاني منه".

ولفت الشهابي إلى أن إنتاج هذه الحبوب ليس صعباً نظراً لسهولة الحصول على المواد الخام التي تدخل في عملية تصنيعها.

وقال إنه بحسب معلومات توفرت له، فإن الحبوب التي تصنعها داعش جاءت في البداية من العراق وكانت تعرف سابقاً باسم حبوب "الفلوجة" نسبةً إلى مصدرها.

وأضاف "ثم اختفى هذا النوع من الحبوب من الأسواق ليظهر نوع واحد مصنّع في سوريا، وهو عبارة عن حبوب شبيهة بالحبوب الأصلية إلا أنها مائلة إلى الاصفرار".

وأشار إلى أن غالبية المعامل التي تنتج هذه الحبوب موجودة في دير الزور حيث يتم تداولها بكثرة وبشكل شبه علني من قبل التجار والمهربين الذين يحصلون عليها من التنظيم.

وبدوره، قال وائل جابر وهو من أهالي الحسكة ومن المقاتلين في صفوف قوات سوريا الديموقراطية، إنه عثر في عشرات المناسبات أثناء تطهير القوات لمناطق شمالي سوريا المحررة من داعش، على علب تحتوي على حبوب كبتاغون تُركت في مراكز داعش وفي منازل مقاتليه.

وتابع في حديث لديارنا أنه "تبيّن بعد تفتيش العديد من جثث عناصر التنظيم أنها كانت تحتوي على أكياس صغيرة فيها عدد من هذه حبوب الكبتاغون يتراوح بين 10 و15 حبة".

وأضاف أن العديد من عناصر داعش الجرحى لم تظهر عليهم علامات الألم الكبير المفترض أن يشعروا به بسبب إصاباتهم التي غالباً ما تكون خطرة، مشيراً إلى أنه علم من المسعفين أن السبب يعود إلى كون أجسامهم مخدرة بالكامل.

’حبوب الجهاد‘

من جهته، كشف طارق النعيمي الذي يعمل في المجال الإغاثي في مخيم الركبان العشوائي للاجئين ويقع في المنطقة العسكرية المغلقة بين الأردن وسوريا، أن عناصر أمن المخيم اعتقلت مؤخراً رجلاً كان يبيع حبوب الكبتاغون.

وأوضح النعيمي لديارنا أن التاجر ذكر أنه تم الحصول على الحبوب في مناطق خاضعة لسيطرة داعش، كاشفاً أن "التنظيم يؤمن هذه الحبوب بأسعار متهاودة جداً لمن يريد بيعها في المخيم" أو خارجه.

وذكر النعيمي أيضاً على لسان التاجر أن المهرّبين يقومون ببيع هذه المواد خارج سوريا بكميات كبيرة جداً.

وأشار النعيمي إلى أن "تجارة الحبوب هذه باتت الشغل الشاغل للمهرّبين لسهولة الحصول عليها من أشخاص إما مقربين من التنظيم أو من عناصر التنظيم أنفسهم".

وذكر أن الكبتاغون يعرف باسم "حبوب الجهاد" وهو يصنع في مناطق سيطرة داعش "ويتميز بلونه المائل إلى الأصفر، خلافاً للحبوب الأخرى التي كانت تأتي من خارج مناطق داعش وكانت بيضاء اللون".

يُذكر أن الأسعار تختلف بين منطقة وأخرى، فالمروجون يبيعون الحبة الواحدة بدولار واحد في المخيمات وبسعر يصل إلى دولارين للحبة الواحدة في المناطق ذات القدرة الشرائية الأكبر.

وختم النعيمي قائلاً "يتراوح سعر الكيس الذي يحتوي على عشر حبات بين الثلاثين والخمسين دولاراً، حيث يختلف السعر حسب الكمية والمنطقة التي سيتم التسليم فيها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500