تربية

تطبيقان بالعربية لمساعدة الأطفال السوريين على التعلم

نهاد طوباليان من بيروت

وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة يساعد الأطفال على الاطلاع على تطبيق تعليمي جديد في مدرسة الأورغواي الرسمية في الاشرفية. [نهاد طوباليان/المشارق]

وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة يساعد الأطفال على الاطلاع على تطبيق تعليمي جديد في مدرسة الأورغواي الرسمية في الاشرفية. [نهاد طوباليان/المشارق]

بدأ لبنان هذا الشهر العمل بتطبيقين تعليميين لمساعدة الأطفال السوريين اللاجئين خارج المدارس والذين يواجهون صعوبات تعليمية في تعلم اللغة العربية واكتساب مهارات اللغة الأساسية.

وأطلقت السفارة النروجية بلبنان في 9 أيار/مايو تطبيقين مجانيين للهواتف الخلوية للعبتين الأولى هي "عنتورة والحروف"، والثانية "إطعام الوحش".

وقد فاز التطبيقان في خلال منافسة "سوريا تقرأ" لتطوير حلول ذكية لتعليم أطفال سوريا.

وساهم بتطوير ودعم التطبيق جامعة تروندهايم النروجية للعلوم والتكنولوجيا، ووكالة التنمية الأميركية ومؤسسة الرؤيا العالمية والحكومة الأسترالية واليونيسف.

ويهدف التطبيقان وفق بيان اليونيسف لتوفير التعليم للأطفال حتى ضمن الأزمات، بمقدمهم أطفال سوريا.

وتشير الإحصاءات لوجود حوالي مليونين و300 الف طفل سوري بسوريا وبالدول المجاورة خارج المدرسة، وأكثر من 30 بالمائة من اللاجئين للبنان خارج المدرسة.

وجرى إختيار "عنتورة والحروف" المبتكرة من شركة "ويكسل إستديو" من بين 78 مشروعاً مقدماً أمام لجنة خبراء دولية.

وضمت اللجنة خبراء باللغة العربية ومحو الأمية، وإختصاصيين بالسلامة النفسية والإجتماعية وخبراء بتطوير الألعاب والتعليم الرقمي.

التعليم من خلال تقنية اللعب

وقال أحد مؤسسي شركة "ويكسل إستديو" الفائزة بالمنافسة وأحد مطوري اللعبتين زياد فغالي للمشارق أنه تم إختيار اللعبتين لجودتهما العالية.

وأضاف "عنتورة والحروف لعبة مجانية ومرحة للهواتف الذكية، تعلم مهارات اللغة العربية الأساسية لأولاد تراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات".

ويتضمن التطبيق أيضاً مجموعة من الألعاب والإختبارات المصغرة لدعم نتائج تعليمية عديدة، منها وفق فغالي "التعرف على الحروف والأصوات، وفك الحروف وتركيب كلمات، تعلم المفردات والطلاقة الشفوية".

وأشار إلى أن المحتوى التعليمي "يعتمد على المنهاج الوطني السوري للمرحلة الإبتدائية، بحيث يضم مثلاً علم أصوات الأبجدية العربية كحروف العلة والحروف الساكنة وأصوات وأشكال الحروف، وكيفية لفظها وتركيبها وغيرها".

هذا، وتشمل الدروس جميع الحروف الأساسية باللغة العربية وأكثر من 350 كلمة، بينها 275 إسم، ولكل إسم رسم خاص به، إضافة لأكثر من 50 جملة.

ويقدم التطبيق "32 لعبة ممتعة تغطي كامل المنهاج الأساسي للغة العربية، و12 نوعاً من الإختبارات لفحص وتعزيز كل المواد التي يتعلمها الطفل، وأكثر من 500 تركيب من العناصر المختلفة".

وتعرض لعبة "إطعام الوحش" التي طورتها شركة "راينو غايمز استوديو" عالماً متخيلاً للوحوش الطيبة الصديقة، بعدما قامت شخصية شريرة بنفيها وتحويلها إلى بيوض، بتعويذة شريرة.

وبهدف مساعدة البيوض التي تحوي الوحوش الصديقة كي تعيش وتكبر من جديد، على اللاعب إطعامها حروفا ومقاطع ومفردات صحيحة.

استهداف الأطفال خارج المدارس

ورأى وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده في حديثه للمشارق أن اطلاق التطبيقان "يأتي في وقت هناك مئات آلاف من الطلاب السوريين لا يزالون خارج إطار التعليم".

وأضاف أن وجود الأطفال خارج المدرسة يعني خطر إنزلاقهم نحو آفات التطرف. وعليه، فإن مكافحة كل ذلك يتم بتعليم الأطفال منذ الصغر.

ولفت إلى أن أهم ما في هذه الوسيلة التعليمية "أنها تصل لمن ما زال خارج التعليم بالتجمعات التي يعيشون فيها".

وأشار حمادة إلى أن إستعمال هذا التطبيق بما يحمل من أداة تعليمية – ترفيهية "غير محصور بزمان ومكان محددين"، أي بالمدرسة والصفوف، بل يسمح للطالب إستخدامه في محيطه، ومع أهله ورفاقه.

وختم وزير التربية اللبناني كلامه بالتأكيد على أن التطبيق "بدأ إعتماده بالمدارس الرسمية اللبنانية تدريجياً، كواحدة من الوسائل لتعليم الطلاب السوريين، وكرافعة للوصول أيضاً للبنانيين بوسائل حديثة".

وإعتبرها "قيمة مضافة لما تبذله وزارة التربية اللبنانية لتأمين التعليم للطلاب السورين واللبنانيين ممن يواجهون صعوبة التعلم".

وشدد على أن التطبيق سيساعد الطلاب في الكثير من الدول العربية.

أداة تجعل من الدراسة أمراً ممتعاً

واستحوذت لعبة "عنتورة والحروف" على إهتمام طلاب مدرسة الأورغواي الرسمية للبنين في الأشرفية بحفل إطلاقها الرسمي.

حيث وجد فيها كل من الطلاب اللبنانية سيلفانا مرعي (7 أعوام) والسوريين من درعا صالح سلوم خليفة (10 أعوام) وجنى حراكي (9 أعوام) "لعبة مفيدة ستساعدهم في تعلم اللغة العربية بطريقة أفضل"، وفق ما قالوا للمشارق.

وإعتبرتها مديرة المدرسة راشيل شدياق "وسيلة إضافية وفعالة لتعليم الطلاب السوريين وبطريقة مرحة تخرجهم من تبعات الحرب وأجواء الحزن ببيوتهم".

وتستقبل مدرسة الأورغواي 334 طالباً سورياً بفترة ما قبل الظهر و381 بدوام بعد الظهر.

وقالت شدياق للمشارق: "تكمن أهمية التطبيق بألعابه كونه تربوياً وتفاعلياً ويساعد الطلاب التعلم بطريقة ممتعة"، مؤكدة على أن التطبيق يساعد المدارس على مواكبة التطور.

ولفتت إلى أن إدارة المدرسة ستخصص حصة داخل الصفوف لإستخدام اللعبة، لإنها ستسهل عليهم "تعلم أصول اللغة العربية بوسيلة تحاكي المستقبل".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500