أمن

الجيش اللبناني يقتل أمير داعش في عملية قرب الحدود مع سوريا

نهاد طوباليان من بيروت

جندي من الجيش اللبناني في موقع حراسة قرب عرسال على الحدود مع سوريا. أسفرت عملية للجيش في ٢٢ نيسان/أبريل عن مقتل أمير في ’الدولة الإسلامية‘. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش]

جندي من الجيش اللبناني في موقع حراسة قرب عرسال على الحدود مع سوريا. أسفرت عملية للجيش في ٢٢ نيسان/أبريل عن مقتل أمير في ’الدولة الإسلامية‘. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش]

تعد عمليات الجيش اللبناني التي تستهدف متسللين تابعين لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على أطراف عرسال في جزءًا من الاستراتيجية الاستباقية لتشديد أمن الحدود فيما يحاول التنظيم الفرار من جبهات القتال في سوريا، وفق ما يؤكد خبراء.

وتسعى العمليات لمنع مقاتلي داعش الفارين من الرقة ودير الزور من التسلل عبر الحدود إلى لبنان والانضمام إلى متطرفين متواجدين في الأطراف الوعرة في جرود عرسال.

ونفذت قوة من الجيش اللبناني فجر 22 نيسان/أبريل عملية دهم بمحلة وادي الحصن، بعد رصدها مجموعة متطرفين تسللت إلى جرود عرسال.

وأسفرت العملية عن مقتل الأمير الشرعي لداعش بالقلمون السوري حسن المليص، وتوقيف 10 متطرفين آخرين، أربعة منهم لبنانيين وستة سوريين.

وأوضحت قيادة الجيش- مديرية التوجيه أنه خلال العملية "تعرضت القوة المداهمة لإطلاق نار من جانب العناصر الإرهابية، فردت القوة بالمثل، ما أدى إلى مقتل الأمير الشرعي لتنظيم داعش الإرهابي بمنطقة القلمون".

وأكد البيان عدم وقوع إصابات في صفوف الجيش.

وكان المليص قد شارك في الاعتداء على عرسال في ٢٠١٤، وفق ما جاء في البيان، حيث نفذ عناصر في التنظيم عملية اقتحام لمقر قوى الأمن الداخلي وخطفوا جنودًا في الجيش.

وبعد يومين من العملية، في ٢٤ نيسان/ابريل، شنت مروحيات الجيش غارات على مواقع لداعش في المخيرمة ووادي الكف وقرنة الكهف، فسقط 20 مقاتلًا بين قتيل وجريح، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

صد عمليات تسلل عناصر التنظيم

واعتبر قائد الجيش العماد جوزيف عون أن العملية الأخيرة في عرسال "تثبت مرّة أخرى، أنّ لا ملاذ آمن للإرهابيين بأية منطقة لبنانية".

وقال إن "عيون الجيش قادرة على رصد أي وجود أو نشاط إرهابي والتصدي له بصورة فورية"، وأن"أي إخلالٍ بمسيرة الأمن والاستقرار سيواجه بقوّة وحزم".

ورأى الخبير الأمني والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب أن العملية الأمنية الأخيرة ترسل رسالة واضحة مفادها أن الجيش ينوي الدفاع عن الحدود ومنع أي تسلل من الخارج.

وأوضح لموقع المشارق أن الجيش يعتزم سد الثغرات المتبقية بين منطقة رأس بعلبك وعرسال في لبنان ومنطقة القلمون في سوريا.

وشدد على أن توقيت العملية "المهم، لتزامنه واحتدام المعارك حول الرقة، وتهريب داعش قادتها لدير الزور التي تتعرض بدورها لغارات جوية".

وقال إن الجيش يعمل على تشديد أمن الحدود ويكثف من عملياته الاستباقية للتصدي لإمكانية تسلل عناصر من داعش إلى لبنان.

وأكد أن "الجيش يقوم بواجباته داخل الأراضي اللبنانية على الحدود للتأكيد على أن لبنان ليس ملاذًا للإرهابيين".

عمليات استباقية

أما الخبير الإستراتيجي والعسكري، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر، فوضع توقيف عناصر داعش مؤخرًا بسياق "استمرار الجيش بعملياته الاستباقية ضد الإرهاب".

وأوضح للمشارق أن تلك العمليات تشمل عمليات لرصد تحركاتهم فالإطباق عليهم.

ولفت إلى أن عناصر داعش الفارين من الرقة ودير الزور لجأوا إلى أودية وكهوف بين منطقة القلمون والحدود اللبنانية المحاذية لمنطقة بعلبك وعرسال، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني كان يرصد تحركاتهم.

وأضاف أن الجيش يلقي القبض على مجموعات متطرفة حاولت التسلل عبر الحدود من خلال عمليات أمنية وقصف مدفعي وغارات جوية.

وأكد جابر أن قائد الجيش العماد جوزيف عون كان قائدًا لجبهة جرود عرسال وكشف بأن "لديه تصور واضح وسليم لكيفية استخدام إمكانيات الجيش للتصدي للمسلحين، ومنعهم من التقدم، ويشرف شخصيًا على الخطط العسكرية الناجحة".

وتابع: "تأخذ قيادة الجيش بالاعتبار ما ستكون عليه نتائج معارك الرقة ودير الزور، لذا، تكثف من عملياتها الاستباقية ضد الإرهاب، لقطع الطريق أمام فرار الآلاف منهم".

وقال إن الرقة حين تسقط لن يكون أمام هؤلاء المقاتلين فرصة للاقتراب أو عبور الحدود اللبنانية للانضمام إلى مجموعات متواجدة في المنطقة الوعرة من جرود عرسال.

وختم جابر بالقول إن توقيف عشرة عناصر من داعش، وقصف مروحيات الجيش لمواقع لهم، مع استمراره باستهدافهم يوميًا يهدف لقطع الطريق عليهم، وتوجيه رسائل مباشرة لخلاياه النائمة وذئابه المنفردة بلبنان.

مراقبة مشددة

من جانبه أكد الصحافي ميشال نصر المتابع للملف الأمني، أن العمليات الأمنية الأخيرة في عرسال أتت بعد "عمليات مراقبة ورصد كثيفة" من جانب مديرية المخابرات بالجيش.

ووفق معطيات من مصادر أمنية موثوقة، أوضح للمشارق أن معلومات تم الحصول عليها من مصادر مختلفة تشير إلى تواجد مجموعة من المطلوبين بين مخيم بوادي عجرم و حي آل فليطي بمنطقة وادي الحصن بعرسال.

وأضاف أنه استنادًا إلى تلك المعلومات، وضع الجيش خطة قسّم بموجبها المنطقة لمربعات، وأحكم الطوق على الأماكن المستهدفة قبل شن العملية.

وأشار نصر أن المليص كان يبحث إعادة تموضع التنظيم على أطراف جرود عرسال.

وأضاف أنه يبدو أن أمير داعش كان يعد لذلك كمرحلة ما بعد الرقة، حيث يتحول لبنان إلى معبر يفر عبره عناصر تنظيم داعش.

لكن نصر أكد أن الجيش يسيطر على الوضع بجرود عرسال، ويعمل "ووفقًا لخططه التي تنفذ وتحقق نجاحات".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500