إرهاب

ميليشيات موالية للنظام تدخل بلدة مسيحية في سوريا

وليد ابو الخير من القاهرة

مقاتل عراقي من حركة النجباء الموالية للحرس الثوري الايراني يقف أمام كنيسة في بلدة محردة في محافظة حماة. [حقوق الصورة لصفحة شمس محردة على فيسبوك]

مقاتل عراقي من حركة النجباء الموالية للحرس الثوري الايراني يقف أمام كنيسة في بلدة محردة في محافظة حماة. [حقوق الصورة لصفحة شمس محردة على فيسبوك]

يؤكد أبناء بلدة محردة السورية الواقعة في ريف محافظة حماة للمشارق أن البلدة قد تحولت إلى نقطة تجمع لعناصر الميليشيات الداعمة لجيش النظام، ما يضعهم في خطر مباشر.

وأشاروا إلى أنهم يعيشون في حالة من الرعب مع وصول ميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية المدعومة من ايران والحرس الثوري الإيراني الذين حولوهم إلى دروع بشرية.

ولفتوا إلى أن التواجد الكثيف للميليشيات الموالية للنظام يضع الأهالي في خطر التعرض لإطلاق النار في أي وقت.

أحد أبناء بلدة محردة سامر انطون والذي فضل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي خوفًا على سلامته، قال للمشارق إن الأوضاع في البلدة سيئة جدًا على المدنيين.

وأضاف أن الأمور ساءت حالًا منذ ثلاثة أشهر تقريبًا بعد أن بدأت "مجموعات مسلحة تابعة لحزب الله بالظهور في البلدة واتخذت مراكز عسكرية لها ضمن أو بالقرب من تجمعات جيش النظام".

وأشار إلى أن الأهالي كانوا يتناقلون معلومات حول وجود عناصر من حزب الله على أطراف البلدة والمنطقة المحيطة بها، إلا أن أحدًا لم يكن متيقنًا من الأمر الا بعد ظهورهم العلني مؤخرًا، إلى جانب تواجد مسلحين من الجنسية العراقية والإيرانية.

واعتبر انطون أن "تواجد هذه الميليشيات بشكل كبير، واحتمائهم الواضح بالمدنيين، حوّل الأهالي إلى دروع بشرية حقيقية"، موضحًا أن المقاتلين يختبئون بين منازل المدنيين لتجنب القصف.

وأضاف انطون أن بعض العقلاء ورجال الدين في البلدة حاولوا إقناع قوات النظام وحلفائهم بعدم تعريض المدنيين للخطر، لكن من دون جدوى.

وأشار إلى أن "ردّهم دائمًا هو أن هذه هي الأوامر من قيادة الجيش ومن المستحيل مخالفتها".

تدفق ميليشيات موالية للنظام إلى البلدة

ورأى أنطون أنه مع توافد هذه الميليشيات إلى البلدة التي تراجع عدد سكانها إلى ٢٠ ألف مدني، اتخذت عناصرها مأوى في بعض المنازل التي غادرها أهلها إلى مناطق أكثر امنًا.

ويتخذ جيش النظام حسب انطون من الكنائس والأديرة مواقع عسكرية، بما في ذلك دير جاورجيوس والذي يعتبر من أكبر القواعد العسكرية لجيش النظام في ريف محافظة حماة.

وأوضح أن "الأمر بدا على أن تقوم مجموعة من الجيش بحماية الدير ووافق الآباء والرهبان المسؤولين عن الدير على وجودهم على هذا الأساس".

إلا أن مجموعة الحماية الصغيرة هذه تحوّلت إلى قاعدة عسكرية ومركزًا أساسيًا للعمليات في المنطقة.

سيمون حنا، وهو من أبناء البلدة وغادرها إلى مدينة حماة بعد توتر الأوضاع فيها، قال للمشارق إن بلدة محردة كانت محيدة بشكل كبير عن العمليات العسكرية، باستثناء تعرض البلدة من وقت لآخر لبعض القصف الخفيف وعمليات القنص.

وكانت معظم تلك الأحداث تأتي عن المجموعات المعارضة للنظام، وغالبيتهم من جبهة النصرة وغيرها، وفق ما ذكر.

إلا أن بعض التغيرات حصلت في الشهور الأخيرة حيث انسحب عناصر النصرة وحل مكانهم عناصر من الجيش الحر، والذين يرتبط قسم كبير منهم بعلاقات مباشرة مع أهالي البلدة.

"ومنذ ذلك الوقت، زاد جيش النظام من تمركزاته ومراكزه في البلدة وساعد في دخول العناصر غير السورية وغالبيتهم من إيران والعراق ولبنان وهم من التابعين للحرس الثوري وحزب الله"، بحسب ما قال.

سيطرة تدريجية على البلدة

وبدا واضحًا أن المقصود هو تفريغ البلدة من أهلها بعدما أقام جيش النظام والميليشيات التي تعمل معه مرابض المدفعية بين المنازل وبدأوا في القصف من البلدة.

ولفت إلى أن ذلك أدى إلى رد حتمي على مصدر النيران، وأصبح المدنيون يعيشون في خطر.

جميل راجح وهو شاب من بلدة محردة، قال للمشارق إن قوات النظام سمحت لأهالي وشباب البلدة بتشكيل مجموعات الدفاع الوطني للدفاع عن البلدة وحراسة أطرافها لمنع أي تسلل للمسلحين.

وأوضح أنه شارك شخصيًا بهذه المجموعات إيمانًا منه بضرورة حماية الأهالي من أي عمل قد يستهدفهم.

وتابع: "كانت جميع المواقع العسكرية مشتركة بين الجيش النظامي وهذه المجموعات [الدفاع الشعبية]، إلى أن ظهرت مجموعات حزب الله في المنطقة".

وأشار إلى أنه ومع وصول تلك الميليشيات طلب من مجموعات الدفاع الوطني بالانسحاب من الخطوط الأمامية، والاكتفاء ببعض المواقع المحددة داخل البلدة، ما جعل من هذه القوات المحلية دون منفعة وفعالية تذكران.

وأكد أن ذلك "نشر حالة من الاحباط بين أفراد هذه المجموعات ودفع العديد منهم إلى ترك السلاح والخروج من البلدة نهائيًا".

وبدأ النظام بالترويج إلى أن الأمر تم للحفاظ على حياة المنضمين لقوات الدفاع الوني لعدم تمتعهم بالخبرات القتالية اللازمة لمواجهة المسلحين "الذين ينوون الدخول الى المدينة لذبح أهلها وتدمير كنائسها".

وأضاف أن ذلك كان التبرير لإدخال الميليشيات الحليفة للنظام وبينها حزب الله.

وأوضح راجح أن جيش النظام وحلفائه قاموا بالتوسع في الفترة الأخيرة منطلقين من البلدة نفسها لشن عمليات تهدف لتوسيع تواجدهم.

حيث قاموا بتجميع القوات المهاجمة داخل البلدة قبل شن عملياتهم، مستخدمين المدنيين كدروع حماية، وفق ما ختم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500