مجتمع

متطوعون يلقون رسائل دعم غرب الموصل

خالد الطائي

صقر آل زكريا ناشط عراقي يعرض مجموعة رسائل من الملايين التي أسقطت جوا على سكان غرب الموصل. [حقوق الصورة لمعهد صحافة الحرب والسلام]

صقر آل زكريا ناشط عراقي يعرض مجموعة رسائل من الملايين التي أسقطت جوا على سكان غرب الموصل. [حقوق الصورة لمعهد صحافة الحرب والسلام]

تقوم القوات الجوية العراقية بدعم مبادرة للمجتمع المدني بإيصال ملايين رسائل الدعم وإلقائها من الجو من مواطنين عراقيين إلى إخوانهم العالقين غرب الموصل التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش).

وأطلقت منظمات المجتمع المدني المبادرة التي تسعى لتعزيز الوحدة بين عائلات الموصل وتحثهم على دعم القوات المحررة، وبدأت في 19 شباط/فبراير مع بدء العملية العسكرية لاستعادة الموصل.

ومنذ انطلاق المبادرة، ألقى متطوعون ونشطاء عراقيون ملايين الرسائل حتى الآن.

ويقول الناشط والمدون صقر آل زكريا، صاحب المبادرة، لديارنا إن فكرته كانت تهدف إلى "إيصال رسالة أعم وأشمل للأهالي، وهي أننا معكم".

ويضيف "أردنا منها رفع معنويات الناس والتأكيد على أن موعد خلاصهم قريب والنصر قادم لا محالة"، مشيرا إلى أن المبادرة جاءت أيضا للرد على أي محاولة من داعش لتضليل الأهالي أو التثبيط من عزيمتهم.

ويوضح آل زكريا "قمنا كمجموعة كبيرة من المتطوعين والناشطين بالنزول للشوارع والأسواق، وبدأنا نطلب من المواطنين تدوين رسائل للسكان".

وطلب من المواطنين تدوين رسائل لإخوانهم في غرب الموصل عن كل ما يجول في خاطرهم من دون تدخل أو فرض أي إطار معيّن.

وتابع "توجهنا للأماكن العامة في بغداد، وساهمت معنا منظمات في جمع الرسائل من أهالي محافظات البصرة والنجف وبابل والأنبار، وأيضا من أهالي الساحل الأيسر (الشرقي) للموصل".

وكان الجيش العراقي استعاد السيطرة على شرق الموصل بداية هذا العام.

كلمات أمل وتحدّ

ولفت آل زكريا إلى أن المواطنين تفاعلوا بإيجابية كبيرة مع المبادرة، وكان من بينهم من لديه أقارب وأهل يسكنون في غرب الموصل وكتبوا عبارات مفعمة بمشاعر الحب والأمل والتحدي.

وذكر "وعندما وصل عدد تلك الرسائل إلى مليون رسالة قمنا باستنساخها إلى 15 مليون نسخة ووضعناها في ظروف تحمل طوابع بريدية مكتوب عليها عبارة (رسائل من كل العراق إلى أهالي الموصل)".

ونوّه بأنه تم التنسيق مع طيران القوة الجوية العراقية لإلقاء الرسائل جوا.

وجاءت المبادرة بدعم ومشاركة معهد "صحافة الحرب والسلام" وفرق تطوعية عديدة منها فريق "موجة" بمدينة النجف.

ويؤكد منسق إعلام المعهد، الصحافي عماد الشرع لديارنا إن الرسائل كتبت بعبارات مؤثرة وطغى عليها الجانب العاطفي، و"كانت تدعو الأهالي المحاصرين من قبل داعش للثبات والصبر والتعاون مع القوات الأمنية".

ودعت بعض الرسائل المواطنين إلى عدم الاستماع لأكاذيب داعش، وتبشرهم بالنصر القريب، وفق ما ذكر.

وتابع "بعض الرسائل كانت موجهة بشكل خاص من مواطنين إلى ذويهم وأصدقائهم وحتى رسائل حب واشتياق من شبان موصليين لحبيباتهم".

وأضاف الشرع أن المبادرة حظيت باهتمام كبير من المواطنين، "ففي ثلاث ساعات فقط وفي مكان واحد وهو شارع المتنبي ببغداد جمعنا أكثر من ألف رسالة".

"وفي بقية الأماكن كان الناس يلتفون حول المتطوعين ويساعدوهم في جمع ونقل الرسائل"، بحسب ما قال.

الرسائل تغضب مقاتلي داعش

ولفت إلى أن مصادر من غرب الموصل أكدت أن عناصر داعش أصيبوا بهستيريا من جراء هذه الرسائل.

وحين بدأت الرسائل تنهمر عليهم "راحوا يجمعونها بشكل جنوني من الشوارع والساحات والمنازل للتخلص منها".

غير أن الأهالي تمكنوا من قراءتها وفرحوا بمضامينها، كما أشار.

وبدوره، قال الناشط غسان شلاش، وهو أحد المتطوعين المشاركين بالمبادرة لديارنا، إن مبادرتهم أكدت على "متانة النسيج الاجتماعي العراقي".

وشدد على أن "العديد من الرسائل كتبها مواطنون من محافظات في وسط وجنوب البلاد لإخوانهم بالموصل"، وحملت رسالة واضحة بأن "العراقيين جسد واحد وعدوهم واحد وهو داعش".

وأوضح أن الرسائل حملت مضامين لتوجيه وإرشاد الأهالي بالابتعاد عن مقرات عناصر داعش.

وتابع شلاش، وهو من سكان شرق الموصل إنه شارك في إلقاء الرسائل من الجو.

وأضاف "عندما كانت داعش تحتل مناطقنا وتسقط علينا الطائرات الحربية [العراقية] المنشورات الإرشادية، كنا نتلقفها بخفية ونفرح بها كثيرا ويغمرنا الأمل بالخلاص قريبا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500