أمن

مصر تعزز أمن محطات المترو والقطار

وليد أبو الخير من القاهرة

تشدد مصر التدابير الأمنية في محطات القطار والمترو بهدف تعزيز السلامة العامة. [وليد أبو الخير/المشارق]

تشدد مصر التدابير الأمنية في محطات القطار والمترو بهدف تعزيز السلامة العامة. [وليد أبو الخير/المشارق]

وُضعت محطات القطارات والمترو في مصر بحالة استنفار أمني قصوى حيث يتم تنفيذ تدابير أمنية جديدة لردع حصول أي هجوم إرهابي يستهدف المدنيين الذين يستخدمون وسائل النقل العامة، وفق ما أكد مسؤولون للمشارق.

وأضافوا أنه تمّ نشر أعداد إضافية من رجال الشرطة والعناصر الأمنية داخل هذه المحطات وفي محيطها، علماً أنها مجهزة بكاميرات مراقبة وبأجهزة كشف عن المواد المتفجرة، إضافة إلى وجود كلاب بوليسية.

وفي هذا السياق، أوضح العميد محمود سالم من شرطة القاهرة أن "الجيش المصري تسلّم مسؤولية الإشراف على أمن محطات القطارات والمترو على حد سواء، كجزء من التعاون القائم بين القوات الأمنية كافة لضمان نجاح العملية الأمنية التي وضعت لمواجهة الأخطار الإرهابية المحدقة".

وقال للمشارق إن هذه العملية بدأت قبيل أعياد الميلاد ورأس السنة ، مشيراً إلى أنها باتت اليوم تنفذ في ظل قيادة "غرفة عمليات موحدة، تضمّ ضباطاً وممثلين عن جميع الأجهز الأمنية والإستخباراتية".

وأضاف أن "هذه الإجراءات تتكامل مع تلك التي اعتمدت في المحافظات، بينها تسير دوريات أمنية في الشوارع الرئيسة والفرعية، للحدّ من إمكانية وجود ثغرات لا تخضع للمراقبة وتسمح للإرهابيين أو المطلوبين من العدالة بالتسلل عبرها".

وأكد أن تعزيز الإجراءات الأمنية يأتي في وقت تخوض فيه مصر حرباً ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وغيرها من الجماعات المتطرفة في سيناء ، لافتاً إلى أن المتطرفين قد ينفذون هجمات انتقامية بسبب الضغوط التي يتعرضون لها.

وتابع سالم: "إن الحرب في سيناء قد تدفع الإرهابيين إلى استغلال أي ثغرة أمنية لتنفيذ عمليات إرهابية في أماكن حيوية تعجّ بالمواطنين".

مراقبة مشدّدة وتدريب مكثّف

وكشف سالم أنه إضافة إلى تأمين محطات النقل، تشمل الإجراءات الأمنية أيضا مراقبة خطوط سكك الحديد.

وأردف أن وحدات من الجيش والشرطة انتشرت لمنع أو إحباط أي محاولة لتخريب سكك الحديد بهدف تعطيل حركة القطارات أو التسبب بحوادث اصطدام أو زرع عبوات على المسارات.

وقال إن "العناصر الأمنية تخضع لتدريب مكثّف لتأمين محطات سكك الحديد، يشمل استخدام أجهزة المراقبة والتفتيش الأكثر تقدماً".

وذكر سالم أنه في ظل التدابير الجديدة، تمّ اللجوء إلى شركات الأمن الخاصة لمراقبة البوابات الداخلية في المحطات مع توجيهات بضرورة إبلاغ العناصر الأمنية الرسمية عن أي شخص يُشك فيه أو غرض مشبوه داخل المحطات.

من جانبه، قال هاني صالح من قسم التطوير بمديرية الطرق والنقل التابعة لوزارة التنمية المحلية، إن "جميع محطات المترو والقطارات دون استثناء، جُهزت بكاميرات مراقبة وزعت على المداخل والصالات الداخلية والأرصفة".

وأضاف للمشارق أن المحطات زودت أيضا بثلاثة أنواع من أجهزة الأشعة السينية (إكس راي) لكشف المعادن والمواد المتفجرة، واحدة مخصصة للأشخاص وأخرى لعمليات التفتيش اليدوي عن قرب وثالثة خاصة بالحقائب.

إلى هذا، نُشرت في المحطات الكبرى الكلاب البوليسية المختصة بالكشف عن المتفجرات، وفقاً لما تابع.

تعاون بين الأجهزة الأمنية

وأكد صلاح أن عملية "تعزيز [الأمن] شملت أيضاً نشر عدد إضافي من رجال الشرطة التابعين للإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات ومديرية الأمن المركزي، إضافة إلى نشر عناصر من أقسام الشرطة والجيش والقوات الخاصة".

ومن الإجراءات الجديدة المتخذة أيضاً التشديد في منع عمليات التسلل أو استخدام القطارات والمترو دون بطاقات، ما من شأنه تعزيز الانضباط وانسياب حركة المرور داخل المحطات بشكل كبير.

وكشف أن "محطات القطارات الكبرى في العاصمة والإسكندرية والأقصر وأسوان ومحطات المترو الكبرى التي تلتقي عندها خطوط المترو الثلاثة"، تشهد أقصى حالات التأهب الأمني.

وقال إن التدابير الأمنية المشدّدة انسحبت أيضاً على محطات المترو في المناطق المكتظة بالسكان والتي تشهد ازدحاماً كبيراً كالمحطات في الجيزة وجامعة القاهرة وفيصل ودار السلام والمرج وحلوان.

من ناحيته، اعتبر يونس ابراهيم من الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، أن التدابير الأمنية المشدّدة التي اعتمدت في محطات النقل الخاصة بسكك الحديد "لا غنى عنها في ظل التهديدات الإرهابية المستمرة".

وقال للمشارق إن سكك الحديد هي من أسرع وسائل التنقل داخل القاهرة والجيزة وبين سائر المحافظات.

وأضاف أن هذه المحطات تخدم يومياً الملايين من الركاب وتشهد ازدحاماً كبيراً كونها وسيلة النقل الأسرع والأقل كلفة، وتسمح للناس بتفادي الازدحام المروري في الشوارع.

ورأى ابراهيم أن أي خرق أمني كإطلاق نار أو انفجار عبوة، قد يتسبب بكوارث إن كان بشكل مباشر أو بسبب التدافع المتوقع لدى محاولة المواطنين الهرب في حال وقوعه".

وختم مثنياً على التزام المواطنين بالتدابير المشدّدة لأنهم مدركون أنها وضعت حفاظاً على أمنهم وعلى الأمن العام.

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

مرحبًا. يُرجى ضبط المعالجة. شكرًا لكم.

الرد

لقد كان ممتازًا

الرد