حقوق الإنسان

الحوثيون المدعومون من إيران يكثّفون تجنيد الأطفال

أبو بكر اليماني من صنعاء

مجندون جدد لدى الحوثيين يرددون شعارات من على متن آلية عسكرية خلال تجمع لهم في صنعاء يوم 3 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مجندون جدد لدى الحوثيين يرددون شعارات من على متن آلية عسكرية خلال تجمع لهم في صنعاء يوم 3 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

في ظل استمرار الحرب في اليمن، كثّف الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران تجنيد الأطفال في انتهاك واضح للقانون اليمني والاتفاقات الدولية التي تحمي حقوق الأطفال، وفقاً لما أكدته جماعات حقوقية.

وبحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يشكل الأطفال في صفوف الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة نحو ثلث المقاتلين في اليمن.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد قالت في تقرير لها صدر في حزيران/يونيو 2016، إن "جماعة الحوثيين المسلحة زادت من وتيرة تجنيد الأطفال وتدريبهم، وإرسالهم للقتال في انتهاك للقانون الدولي".

وأضاف التقرير أنه منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، "استخدموا الأطفال بشكل متزايد ككشافة وحراس وعدّائين ومقاتلين، وقُتل بعضهم في ما أصيب البعض الآخر".

وأوضح التقرير أن الفقر السائد في اليمن ساهم في انتشار ظاهرة تجنيد الأطفال وتفاقمت هذه الظاهرة مع اندلاع الصراع الراهن.

وقالت المنظمة الحقوقية إنه يعرض على الأطفال لينضموا إلى الجماعات التي تقاتل في اليمن مبلغاً يومياً يتراوح بين 1000 و2000 ريال يمني (4 إلى 8 دولارات)، مضيفة أنه "في بعض الأحيان، لا يتلقى الأطفال مالاً بل طعاماً وبعضاً من القات".

وفي آذار/مارس 2014، نقلت هيومن رايتس ووتش عن سبعة أطفال تطوعوا للانضمام إلى صفوف الحوثيين أنه إلى جانب القتال، تناط بالأطفال المقاتلين مهمات عدة منها نقل الذخيرة إلى الجبهات الأمامية وسحب جثث المقاتلين الذين قضوا في ساحات المعارك.

وكشفت المنظمة مؤخراً أنها رصدت أطفالاً في صفوف الحوثيين وهم يلبسون الزي العسكري ويتمركزون في نقاط التفتيش.

وفي آيار/مايو 2015، قال المستشار الخاص لدي المنظمة الحقوقية فريد أبراهامز إنه "مع احتدام القتال في اليمن، كثّف الحوثيون تجنيد الأطفال"، مضيفاً أن "على قادة حركة الحوثيين وغيرها من الجماعات المسلحة وقف استغلال الأطفال تحت طائلة اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

الأطفال يواجهون أوقاتاً عصيبة

من جانبه، قال ممثل اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد حسين محمد اليماني، أمام مجلس الأمن في جلسة نقاش حول انتهاك حقوق الأطفال خلال النزاعات المسلحة عقدت بتاريخ 2 آب/أغسطس 2016، إن الأشهر الـ 18 الماضية تعتبر أسوء فترة في تاريخ اليمن الحديث.

وأشار إلى فقدان مئات الأطفال لحياتهم واستهداف المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية.

وكشف أن الحوثيين يرسلون قادة الميليشيات إلى المدارس لتجنيد الأطفال للقتال، لافتاً إلى أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر بين مجندي الحوثيين.

أما اليونيسف فقالت إنه خلال شهر واحد فقط بين نهاية آذار/مارس ونيسان/أبريل، جنّدت الجماعات المسلحة التي تتقاتل في اليمن ما لا يقلّ عن 140 طفلاً.

وأضافت ممثلة اليونيسف في اليمن ميريتشل ريلانو في كانون الثاني/يناير، أنه "منذ اندلاع الصراع في اليمن في آذار/مارس 2015، وثقت الأمم المتحدة مقتل نحو 1400 طفل وإصابة أكثر من 2140 أخرين".

ودعت جميع الأطراف إلى حماية الأطفال ووقف الهجمات على البنى التحتية المدنية، بينها المدارس والمرافق التربوية.

وفي 4 كانون الثاني/يناير، نقلت محطة العربية أن "ميليشيات الحوثيين أجبرت في كانون الأول/ديسمبر أكثر من 450 طفلاً من محافظة المحويت غرب صنعاء على الانضمام إلى صفوفها وأرسلتهم إلى جبهات القتال".

وأكدت مصادر محلية أن بعض هؤلاء المجندين لم تتخط أعمارهم 13 سنة.

معسكرات تدريب للأطفال

إلى هذا، نقلت مصادر قبلية أن الحوثيين أقاموا في محافظتي المحويت وعمران معسكرات لتدريب المئات من الأطفال.

ويُضلل هؤلاء الأطفال عبر وعدهم بحمل السلاح أو يُختطفون بالقوة من حضن أهلهم، وقد عاد العشرات منهم إلى عائلاتهم في نعوش.

وفي هذا السياق، قال فيصل هزاع المجيدي رئيس مركز إسناد لتعزيز سيادة القانون، إن "الاستنزاف الكبير لمقاتلي الحوثيين في الجبهات جعلهم يسعون بشكل كبير لتجنيد الأطفال".

وأكد للمشارق أنه رُصد وجود أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة بين قوات مليشيا الحوثيين المنتشرة في الجبهات أو المتمركزة في المدن أو في نقاط التفتيش.

وأشار المجيدي إلى أن الحوثيين "يزورون المدارس بحثاً عن الطلبة للقتال تحت شعار ’المقاومة‘".

وأضاف أن الصبية المراهقين يُعتبرون الأكثر انجذاباً للتجنيد بسبب عدم اكتمال بناء شخصياتهم وسعي العديد منهم لإثبات رجولتهم.

وقال إن "المجندين يلعبون على عواطف الأطفال والأباء عبر استغلال "حالتهم المادية الصعبة ورغبتهم الحصول على راتب وسلاح آلي".

وكشف المجيد أنه تنامى إليه قيام الحوثيين بإعطاء بعض مقاتليهم، "وبينهم الأطفال، أدوية منبّهة ليتمكنوا من الصمود".

مصير قاتم ينتظر الجنود الأطفال

وذكر أن اليمن صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل "والتي تحظر إشراك الأطفال دون سن 18 [في الحروب]".

من جانبه، قال الإعلامي موسى النمراني في حديث للمشارق إن "تجنيد الأطفال مشكلة في أماكن كثيرة من العالم تعاني الحروب ولا تنحصر في اليمن، وأسبابها في كل مكان تتشابه".

وأضاف أن الحروب تتسبب بانعدام فرص العمل وتدهور نظام التعليم ما يخلق فراغاً لدى الأطفال في سن التعليم، ويتزامن ذلك مع حاجة الأطراف المشاركة في الحرب إلى مقاتلين.

وتابع أن الجنود الأطفال الذين يجندهم الحوثيون "ينتهي بهم الأمر إما قتلى أو أسرى".

أما عدنان الحميري الباحث في الشؤون السياسية فقال للمشارق إن تجنيد الاطفال يدمر الطفولة في اليمن، ويدمر تالياً فئة الشباب التي يقوم على أكتافها بناء الأمم.

وختم مؤكداً أن "حركة أنصار الله تتصدر لائحة الجماعات التي تجند الأطفال في اليمن وبخاصة الفئة العمرية التي تتراوح بين 13 و18 سنة".

هل أعجبك هذا المقال؟

24 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اضافه الى ذلك يقوم الحوثيون باخذ أبا الذين لايسمحون لاولادهم الذهاب الى القتال في صفوف الحوثيين كرهائن ويهددونهم باخذ امهاتم واخواتهم

الرد

الهم أخفض اليمن واجعله بلدا امنن يا رب العالمين

الرد

اللهم احفظ اليمن

الرد

عاجل عاجل عاجل مقتل القيادي الحوثي ابو مطهر السقاف القيادي الميداني للحوثي يدعى عبدالملك السقاف الذي لقى مصرعه مع 4 من مرافقيه بغارة للتحالف العربي في منطقه البقع بصعده

الرد

ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻢ ﻳﺎﺗﻲ ﺑﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻧﻤﺎ ﺍﺗﻲ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻻ ﺳﻼ ﻡ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎء ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﻪ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺪﺍﻟﺨﻠﻔﺎء

الرد

كل سبب هاذا يعود الا الفقر وضعف العلم. والبطالة

الرد

يجب ان يسيطرو على الحديده اذا سيطرو على الحديده سيسيطرو انشاء الله على كل المحافظات

الرد

حسبنا الله ونعم الوكي انا من رئيي ان المتخاصمون الحوثي والاصلاح والمؤتمر والمعتدون آل سعود ان يذهبوا الى الصحراء للقتال وتركو الشعب يحكم نفسة ويدير شئونه فوالله ما عد نريد ان يحكمنا احد منهم لانه همتهم انفسهم وتركوا هذا الشعب يموت جوعا واخر ينتزعو فلذة كبده من بين يديه بالقوه لكي يذهب الى جبهات القتال واخيرن كلهم هدفهم الدفاع عن الوطن الافضل كلكم اتركو الوطن لحاله يسلم منكم جميعا

الرد

انتم خوانه ترضون في عرضكم لن ركع او نسجد الى الله رب العالمين ابن اليمن

الرد

تحرير محافظة الحديدة الساحلية ومحافظة صعدة ومحافظة عمران ومحافظة صنعاء من مسلحي مليشيات عائلة الحوثي الموالية لايران ، و مسلحي مليشيات عائلة المخلوع عفاش السنحانية تاخرت كثيرا بسبب الخوف والحرص على أرواح المدنيين ، حيث يختبئ مجرمي عائلة الحوثي ومجرمي عائلة المخلوع عفاش بين الاهالي .

الرد

تستحقون كل الشكر والتقدير ع هذه الجهود

الرد

الحسم العسكري هو الحل والنصر حليف الشرعيه وقادمون ياصنعاء

الرد

عندما تمكنت مليشيات أيران ومليشيات سنحان من السيطرة على مناطق و مساحات واسعة ، تقاسمت المناطق مع القاعدة وداعش باتفاق علني ، وبأمكان التحالف العربي العظيم بقيادة السعودية وقوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية اليمنية الباسلة تصفية كل مليشيات أيران ومليشيات سنحان والقاعدة وداعش في بضعة شهور الا ان الحرص على الاهالي يؤخر عمليات تصفية الحوثة والعفافشة والقاعدة وداعش .

الرد

حسبنا الله عليهم ما ذنب الاطفال شكرا لكشفهم وتوضيح خططهم واعمالهم

الرد

أنهيار صبي أيران المعتوه وانهيار عصابات أيران في اليمن ، تضحيات كبيرة من أبناء اليمن العربية والجنوب العربي والجزيرة العر بية والخليج العربي ، لوقف زحف الاستعمار الايراني الذي بسط ذراعه على لبنان وسوريا والعراق ، وسيطر على سلطنة عمان الاباضية ، وقوات التحالف العربي العظيم بقيادة السعودية وخلال ساعات من استكمال السيطرة على ميناء ومدينة المخا نفذت عملية إنزال بحرية وجوية كبيرة في الميناء لتصفية وتطهير المنطقة من عصابات أيران وعصابات سنحان والقاعدة وداعش .

الرد

وقف الحرب والسلام يعتمد على تسليم كل الاسلحة لقوات الشرعية اليمنية والانسحاب من كل المحافظات والشعب لن يرضى أبدا بوجود مليشيات مسلحة تابعة للنظام الايراني والشعب لن يرضى أبدا بوجود جماعات مسلحة خارجة عن القانون والشرعية مثل القاعددة وداعش ومسلحي المخلوع عفاش .عائلة الحوثي التابعة للنظام الايراني قامت بتحويل عدد من مدارس محافظات ذمار وأب والبيضا والمحويت وغيرها الى ثكنات عسكرية بعد ان فقدت الكثير من المواقع التي أستولت عليها في عام 2015 .

الرد

طالما هناك تحالف شيطاني بين اتباع الدجال من صهاينه ومجوس واصحاب مطامع وجهل شعوب فالمصيبة مستمرة الى ان يشاء الله نسال من الله ان يخارجنا من شر ايران وتتباعة والسعودية واذنابة

الرد

إنه ممتاز!

الرد

يا للهول! يا لها من حفنة من مؤيدي حقوق الإنسان!! في نهاية المطاف سيتعرض هؤلاء الأطفال للقنل بواسطة الطائرات التي يصنعها محبو حقوق الإنسان بالمال السعودي والطيارين الإسرائيليين. لذا، أليس أفضل لهم أن يقاتلوا أولا ومن ثم يموتوا؟؟؟

الرد

لعنة الله على والد الكذاب!

الرد

يا أبناء آدم، كونوا بشرًا رجاءً!

الرد

إن المخلص النهائي الوحيد الذي يستطيع إنقاذ الأرض من مثل هذه المصيبة هو إمام الزمان.

الرد

إيران بلد مسلم. لكنهم ليسوا من نوع المسلمين الذين تجدهم في السعودية ... وممن يرتكبون الجرائم. إن الغرض الوحيد لمثل هذه الأخبار هو تشويه التصور العام عن إيران. نعيش في سلام وهدوء، وأنا متأكد من أن إيران ليس لديها أية علاقة بهذا الأمر، حيث أنهم يُثمّنون الأطفال للغاية.

الرد

هذا مقال جيد.

الرد