شباب

جمعيات المجتمع المدني في لبنان توّحد جهودها لمواجهة التطرف

نهاد طوباليان من بيروت

مجموعة من الشباب وأعضاء في جمعيات المجتمع المدني يشاركون في ورشة عمل لتمكين الشباب. [حقوق الصورة لكوثر عبد الفتاح]

مجموعة من الشباب وأعضاء في جمعيات المجتمع المدني يشاركون في ورشة عمل لتمكين الشباب. [حقوق الصورة لكوثر عبد الفتاح]

اختتمت أكثر من 35 جمعية من المجتمع المدني اللبناني وضمن تحالف مجموعة التنمية الشبابية، مبادرة مشتركة استمرت تسعة أشهر مخصصة لمساعدة الشباب في محاربة الأفكار المتطرفة بشكل أكثر فعالية من خلال العمل معا.

واجتمع المشاركون في مشروع "الجمعيات سوا أقوى" في 18 كانون الأول/ديسمبر لاستلام جوائزهم مع اختتام المبادرة حيث عملوا على مشاركة تجربتهم حول تطوير امكانات الشباب بهدف إبعادهم عن الفكر المتطرف والعنيف.

وقد سعت المبادرة إلى التقريب بين الشباب من مختلف أنحاء المناطق اللبنانية لبدء حوار والتعاون الفعال في بناء السلام ومجتمع مستقر، بحسب ما قال مسؤولون عن المبادرة للمشارق.

فالمشروع الذي نفذته رابطة خريجي مبادرة الشراكة الشرق أوسطية – لبنان (MEPI- LAA)، يسمح للجمعيات والشباب بخلق شراكة وبناء حوار مع الشباب من مختلف الإنتماءات والطوائف والمناطق.

ويهدف أيضاً إلى صقل طاقات الشباب ودورهم بالتغيير والمشاركة بقضايا المجتمع.

وبهذا السياق، أوضحت منسقة البقاع الأوسط بجمعية "بناء أجيال السلام" كوثر عبد الفتاح أن المبادرة التي استمرت تسعة أشهر وشملت فعاليات تشبيك "تهدف لإنخراط الشباب من جميع المحافظات".

وسعت "لتحويل إتجاههم من أية ميول هادمة لمستقبلهم، لميول تنمي قدراتهم وتطوير مهاراتهم، عبر ورش عمل لتمكينهم"، وفق ما قالت للمشارق.

وقالت إن محاولات المتطرفين لاستقطاب أو تجنيد الشباب لدعم أو تنفيذ أعمال عنف تتنافى مع مبادئ أي دين أو طائفة.

وأكدت أن التشبيك يتلاقى مع رسالة الجمعية في بناء السلام المجتمعي، وتعزيز الديموقراطية والتنمية ومشاركة الشباب والنساء بالحياة السياسية العامة.

وتابعت عبد الفتاح "نسعى عبر الجمعية والتشبيك مع الجمعيات الأخرى على تفريغ عقولهم من الأفكار المتطرفة من خلال الحوار مع أساتذة متخصصين، وعقد حلقات توعية".

وأشارت عبد الفتاح إلى أنه عبر برامج جمعية بناء أجيال السلام، تمت توعية شباب منطقة مجدل عنجر والبقاع الأوسط في تغيير نظرتهم عن الإنحراف والتطرف.

وقالت "يأتي عملنا في وقت نشهد فيه سعي التنظيمات الإرهابية وباشكال متعددة لإستقطاب الشباب بخطاب متطرف".

تأمين العمل للشباب

أما المسؤول بالرابطة الإسلامية العلوية في مدينة طرابلس بالشمال محمد إسماعيل، فأوضح أن الرابطة تعمل من خلال التشبيك مع عدد من الوزارات وجمعيات المجتمع المدني على تأمين العمل للشباب.

وقال للمشارق: "نجحنا بتأمينه لـ 130 شاباً وصبية، ضمن مشروع ’المال مقابل العمل‘".

وأكد أن تحالف مجموعة التنمية الشبابية ضمن مشروع "الجمعيات سوا أقوى"، ترك أثره الكبير في إنماء مهارات وقدرات الشباب العازم على التقدم، حيث ساعد الشباب على إيجاد سبل لملاقاة الطرف الآخر بالوطن.

وأوضح إسماعيل أن "فالتشبيك مع الجمعيات بهذا الظرف يسمح لنا بالوقوف على تجارب غيرنا في توعية الشباب على مخاطر الإنجرار للتنظيمات الإرهابية واي فكر متطرف قاتل".

وخلص للقول: "نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت آخر لتشبيك عمل جمعيات المجتمع المدني والإستفادة من خبرات كل واحدة منها لمساعدة شبابنا وتوعيتهم وتنمية قدراتهم".

العمل معا نحو هدف مشترك

هذا واعتبرت المديرة التنفيذية لرابطة خريجي جمعية مبادرة الشراكة الشرق أوسطية ندى حمزة أن الجمعيات المدنية لا تتواصل بشكل فاعل مع بعضها البعض بهدف العمل على هدف واحد.

وأضافت للمشاق: "للغاية، فكرنا بتشبيكها بعدما اطلقنا في آذار/ مارس الفائت مشروع "الجمعيات سوا أقوى"، لبناء تحالفات وشراكات بين منظمات المجتمع المدني للعمل سوية بهدف خدمة قضايا إجتماعية مشتركة".

وتابعت "التشبيك يكسب الشباب المهارات لحل النزاعات ضمن عمل فريق ومجموعات". واختار تحالف جمعيات المجتمع المدني العمل على سلسلة من المواضيع التي تهم الشباب كالتنمية الريفية والشبابية والمواطنة.

وتابعت أن الجمعيات خصصت جهدا كبيرا لتحديد الأسباب التي تدفع ببعض الشباب نحو الفكر المتطرف، ووجدت أن ذلك يعود في الكثير من الحالات إلى ظروف صعبة "كعدم إيجادهم فرص عمل".

ولفتت إلى أن البطالة عامل أساسي في انحراف الشباب نحو التطرف والانضمام للتنظيمات الارهابية التي تمولهم.

وختمت بالقول إن مبادرة التشبيك فتحت باب الشراكة وتبادل الخبرات والتجارب لمساعدة الشباب اللبناني في مواجهة هذه التحديات وغيرها من صعوبات يواجهونها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500