إرهاب

دار الإفتاء تحذر من انتقال مقاتلي داعش إلى القاعدة

وليد أبو الخير من القاهرة

عنصر من ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ في معقل الجماعة بمدينة الرقة السورية، يقف بالقرب من لافتة كتب عليها ’ولاية الرقة‘. [حقوق الصورة للرقة تذبح بصمت]

عنصر من ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ في معقل الجماعة بمدينة الرقة السورية، يقف بالقرب من لافتة كتب عليها ’ولاية الرقة‘. [حقوق الصورة للرقة تذبح بصمت]

حذر مرصد الفتاوى في دار الإفتاء المصرية من لجوء مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى أحضان تنظيم القاعدة، مع اشتداد الحملة الدولية ضده في العراق وسوريا وأماكن أخرى.

وقال خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية للمشارق، إن هذا التخوف واقعي باعتبار أن القاعدة هي منبع الفكر الإرهابي العالمي وخرج من رحمها العديد من الجماعات الإرهابية، وبخاصة تلك التي تعمل في سوريا والعراق.

وكان بيان صادر عن مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء المصرية، في 1 تشرين الثاني/نوفمبر، قد حذر من أن هزيمة داعش في العراق وسوريا "ستعيد إحياء تنظيم القاعدة".

وأضاف المرصد أن "هزيمة تنظيم داعش وانسحابه من العراق على وقع الضربات الدولية المتلاحقة ضده وتناقص قدراته القتالية والمادية والإعلامية وقدرته على الحشد والتجنيد، كل ذلك يحمل في طياته نهاية مشروع 'الخلافة الداعشية '".

وأكد أن هزائم داعش وفشل مشروعها "الأيدلوجي" قد يدفع العديد من العناصر المتطرفة والعنفية إلى تغيير وجهتهم نحو تنظيم القاعدة.

الباحث السياسي عبد النبي بكار، وهو أستاذ في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، قال إن "تحذير دار الافتاء المصرية من خطر تسرب عناصر تنظيم داعش باتجاه تنظيم القاعدة هو تحذير واقعي ينبغي العمل على تلافي خطره الممكن جدا".

وأوضح البكار أن عقيدة تنظيم القاعدة تعتبر الرحم الذي منه ولدت معظم الجماعات الإرهابية.

وأضاف للمشارق أنه "من الواضح أن المجموعات الجهادية حول العالم باتت تدور في فلك واحد قوامه المنظمات الإرهابية المعروفة من الجميع". وتابع: "وبالتالي فإن الضغط على إحدى هذه التنظيمات أو قرب القضاء عليها أو حتى محاصرتها، سيدفع العناصر الجهادية للتفتيش عن ملجأ آخر يكون مماثلا أو ممثلا للتوجهات الإرهابية التي يؤمنون بها".

ولفت إلى أن سير المعارك في سوريا والعراق يشير بشكل واضح إلى "اتجاه دولي للتخلص الكامل من العناصر الإرهابية. إلا أن الأمر لا يخلو من حالات هروب فردية او جماعية، بالإضافة إلى الخلايا النائمة والمناصرين المنتشرين حول العالم".

بعد سقوط داعش

من جانبه، أكد الجهادي السابق الشيخ نبيل نعيم، وهو عضو مؤسس لجماعة الجهاد الإسلامي في مصر لكنه نبذ العقيدة المتطرفة، أن "ولادة تنظيم داعش في العراق أولا ثم في سوريا رافقها الكثير من الجدل حول توجهات التنظيم".

وأوضح أن الجدل طال إمكانية محافظة هذا التنظيم على مناطق يسيطر عليها ليتمكن من إقامة دولة الخلافة، "إضافة إلى العنف المفرط الموجه باتجاه الجميع دون استثناء".

"وبالتالي فإن سقوط هذه النظرية مع إسقاط تنظيم داعش سيعني من دون شك العودة إلى الخيار الأول وهو تنظيم القاعدة الارهابي" وفق ما تابع.

وأضاف أن تنظيم القاعدة ما يزال حتى الآن يحرص على "سرية التواجد" وبالتالي فإن إمكانية الهجرة المعاكسة من داعش إلى القاعدة واردة.

وأردف أن ذلك قد يحدث خصوصا وأن "القاعدة العددية الأساسية لتنظيم داعش أتت من رحم تنظيم القاعدة الذي ضعف دون شك في السنوات الأخيرة بعد انشقاق عدد كبير من عناصره وأمرائه حول العالم لصالح تنظيم داعش ".

القضاء على العقيدة الإرهابية

بدوره، اعتبر المحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد يحيى محمد علي المتخصص بشؤون االجماعات الإرهابية، أن القضاء على تنظيم داعش "أمر مطلوب، لكنه غير كاف لأنه لم يأخذ بالاعتبار إمكانية عودة أبناء القاعدة الى قواعدهم الأساسية".

وأكد للمشارق علي أهمية أخذ هذا الأمر بالحسبان عند التوجه لمقاتلة التنظيم في سوريا والعراق وملاحقة عناصره حول العالم، "فالجهود الحالية الرامية للتخلص من خطر داعش ستكون منقوصة إذا لم تشمل خلايا القاعدة بهذه الحرب".

وقال إن "العقيدة الفكرية هي نفسها"، لافتا إلى أن "الأسس الإيديولوجية للسلفية يؤمن بها المتشددون المنتيمين لداعش والقاعدة على حد سواء".

وختم بقوله إنه من الأهمية بمكان الأخذ بالحسبان انتشار الفكر الإرهابي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500