أمن

مناورات عسكرية مصرية أردنية مشتركة لتعزيز التعاون

وليد أبو الخير من القاهرة

اختتمت القوات المسلحة المصرية والأردنية مؤخرا تدريبا مشتركا استمر لـ 20 يوما في ميادين تدريب الجيش الأردني. [حقوق الصورة للقوات المصرية المسلحة]

اختتمت القوات المسلحة المصرية والأردنية مؤخرا تدريبا مشتركا استمر لـ 20 يوما في ميادين تدريب الجيش الأردني. [حقوق الصورة للقوات المصرية المسلحة]

أجرت القوات المسلحة المصرية والأردنية تدريبات مشتركة في ميادين التدريب الأردنية الخاصة بالقوات المسلحة لرفع الكفاءة والتنسيق العسكري الدائم بين البلدين، والتدريب على مواجهة التهديدات الامنية المحتملة.

واستمرت مناورات "العقبة 2016" لفترة 20 يوما من 5 إلى 25 تشرين الثاني/نوفمبر، وشاركت فيها فصائل من القوات البحرية والجوية بالاضافة الى القوات الخاصة من كلا البلدين.

المحلل العسكري المصري اللواء المتقاعد عبد الكريم أحمد، قال للمشارق إن التدريبات المشتركة بين مصر والأردن، "تعتبر رسالة هامة موجهة إلى التنظيمات الارهابية في المنطقة وتكشف مدى الجاهزية لمواجهتها ليس في مصر أو في الاردن فقط بل في اي بقعة من المنطقة".

وأضاف أن هذه التدريبات تمت في فترة دقيقة تمر بها المنطقة.

وأضاف أنه "من الواضح أن التدريبات المشتركة تزيد من الجهوزية لمواجهة الاخطار الارهابية، كون معظم الفرق الارهابية مهما اختلفت تسمياتها تنتهج نفس النهج القتالي اينما وجدت".

وذكر أحمد أن الاردن يقع تحت ضغوط التهديدات الارهابية بعد استهدافه من خلال اكثر من عملية ارهابية ويواجه تهدادات عابرة للحدود من سوريا.

اما "مصر فتعتبر حاليا في حرب حقيقية ضد الارهاب في سيناء حيث تجري المعارك بشكل شبه يومي هناك مع الجماعات المسلحة"، وفق ما ذكر.

وعن تفاصيل مناورات "العقبة 2016" قال أحمد إنها شملت دروسا نظرية واخرى عملية، ووضع برنامج التدريبات طبقا للأخطار الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة.

كما شملت تدريبات للصاعقة البحرية والضفادع البشرية واعمال الاعتراض البحري ومكافحة اعمال القرصنة ومداهمة السفن وتفتيشها، بالاضافة إلى عمليات الانزال البحري.

ولفت إلى أن التدريبات ضمت عمليات خاصة للقوات الجوية من عمليات مراقبة واستطلاع والتدرب على اعمال الاعاقة الالكترونية. اما القوات الارضية فقد نفذت، وفق ما تابع أحمد، عمليات تمرين لقوات الصاعقة والمظلات وجرى التركيز على عمليات مكافحة الارهاب وعمليات الاقتحام لتحرير الرهائن.

هذا بالاضافة إلى عمليات تمارين الرمي بكافة انواع الأسلحة المستعملة من الجيشين، حيث تمرنت فرق التدخل السريع على طوابير التدريب التكتيكية وانواعا متعددة من الرمي بالذخيرة الحية، بحسب ما لفت.

التدريبات المشتركة تخلق التقارب

من جانبه، قال اللواء المتقاعد الدكتور وائل عبد المطلب، المتخصص بشؤون المنظمات الإرهابية، للمشارق إنه "من الهام جدا ان تجري التدريبات المشتركة بين الدول الموجودة في نفس الاطار الجغرافي".

واعتبر أن تلك التدريبات تهدف إلى رفع الكفاءة القتالية للجنود بالاضافة الى تقريب طرق القتال بين الجيوش وتقريب الجيوش نفسيا من خلال التدريب المشترك.

كما نوّه بالتدرب على العمل "ضمن غرف عمليات مشتركة قد يجري استحداثها تحت اي ظرف او تهديد ارهابي محتمل، تحسبا وتحضيرا لاي تعاون مشترك قد يحصل في المستقبل".

وأشار عبد المطلب إلى أن المناورات التي جرت مع الاردن ليست الاولى بل سبقها اكثر من مناورة خلال السنوات الماضية.

وأضاف: "قامت القوات المصرية بمناورات مشابهة مع عدد من دول المنطقة كدولة الامارات والسعودية والبحرين".

ومن التدريبات التي قامت بها القوات المسلحة المصرية مؤخرا، التدريبات البحرية "مرجان 15" مع السعودية، و التدريب الجوى المشترك المصرى اليوناني "حورس 2015"، وتدريبات مشتركة بين قوات الصاعقة المصرية والايطالية، وتدريب قوات خاصة مصرية مع قوات خاصة بريطانية من قوات ساس-- SAS، والمناورات البحرية الفرنسية المصرية "رمسيس 2016"، ومناورات "تحية النسر 2016" بين مصر والامارات والولايات المتحدة الأميركية.

أما اكبر التدريبات فكانت مناورات "رعد الشمال" التي جرت في السعودية بمشاركة 22 دولة عربية واسلامية، وفق ما ختم عبد المطلب.

تبادل الخبرات العسكرية

اللواء المتقاعد في الجيش المصري والمحلل الاستراتيجي، يحيى محمد علي، قال للمشارق إن التدريبات التي جرت في الاردن لها اهميتها الكبيرة بالنسبة للجيش المصري، حيث أنها جرت على أرض خارج ارضه.

وأوضح أن "عملية الانتقال الى الخارج لها مواصفاتها وترتيباتها وبروتوكولاتها العسكرية الخاصة، إذ تشارك الفرق اللوجستية وفرق النقل والصيانة بالعملية بشكل جدي كونها تقوم بنقل العناصر والعتاد فعلا إلى اراض بعيدة".

واعتبر أن الجيش يكتسب خبرة كبيرة في سرعة التحرك والتجهز لاي معركة قد تحصل بعيدا عن اماكن التمركز والانتشار المعروفة.

ومن الفوائد التي يكتسبها الجيش المصري بعد المشاركة بالتدريبات المشتركة، بحسب علي يتمثل بتبادل الخبرات العسكرية والاطلاع على احدث انواع الاسلحة.

"خصوصا وأن تسليح الجيوش يختلف من بلد لآخر طبقا للاتفاقية الخاصة بالتزود بالاسلحة، بالاضافة إلى التمرين على اكثر من مكان للعمليات العسكرية والحروب المحتملة"، وفق ما قال.

وأضاف أن الامر الهام في مناورات مثل "العقبة 2016" هو الوقوف على المشاكل التي تعترض الجيش اثناء التدريبات، فالوقوف على هذه المشاكل سيمكن الجيش من تفاديها مستقبلا إن واجهته في الحرب الفعلية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500