اللاجئين

اللاجئون السوريون في لبنان يستعدون لفصل الشتاء

نهاد طوباليان من بيروت

متطوعو حملة ʼدفىʻ يجمعون الملابس والبطانيات والأثاث التي تم التبرع بها في ساحة الشهداء ببيروت في 4 كانون الأول/ديسمبر. [حقوق الصورة لحملة دفى]

متطوعو حملة ʼدفىʻ يجمعون الملابس والبطانيات والأثاث التي تم التبرع بها في ساحة الشهداء ببيروت في 4 كانون الأول/ديسمبر. [حقوق الصورة لحملة دفى]

للسنة الخامسة على التوالي، يستعد اللاجئون السوريون في لبنان لمواجهة فصل الشتاء البارد الذي حلّ مؤخراً مع موجة من الصقيع.

وعبّرت فاطمة إبراهيم المحمد وهي أم لسبعة أولاد، عن قلقها حيال الطقس البارد وتذكرت ما عانته عائلتها العام الماضي من نقص في مواد التدفئة والبطانيات في خيمتها في مخيم بر الياس للاجئين في منطقة البقاع.

وقالت للمشارق "لا أريد أن تتكرر مأساتنا مع الشتاء الحالي، خصوصاً وأن أطفالي السبعة لا يمكنهم تحمل البرد والصقيع".

وأضافت المحمد أنها مع آلاف اللاجئين السوريين الآخرين بانتظار مساعدات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والجمعيات الإغاثية، التي "ستساعدنا على مواجهة واجتياز الشتاء".

وفي هذا الإطار، قالت مساعدة المسؤول عن وحدة الاتصالات والإعلام في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد إن المفوضية "تركز هذا العام على توفير الدعم الشتوي لمساعدة اللاجئين والعائلات اللبنانية الأكثر فقراً على الصمود واجتياز هذا الموسم".

وأشارت في حديث للمشارق إلى أنه "غالباً ما يعجزون عن تأمين احتياجاتهم الخاصة بفصل الشتاء، كالوقود والملابس الشتوية والوجبات المغذية".

ووفقاً للنتائج الأولية لعملية مسح أجرتها ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة في العام 2016 وتقيّم مدى ضعف اللاجئين في لبنان ، فإن أكثر من 70 في المائة من اللاجئين المسجلين لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر البالغ 3.84 دولار أميركي في اليوم، حسبما ذكرت أبو خالد.

وأوضحت "بيّنت الدراسة أيضاً أن 54 في المائة من اللاجئين بحاجة للدعم المستمر لتعزيز وتحسين مساكنهم بما يستوفي الحد الأدنى من المعايير".

برنامج المفوضية للشتاء

ولفتت إلى أن "برنامج المفوضية التكميلي الخاص بفصل الشتاء جار حالياً على قدم وساق"، موضحة أنه "يتضمن تقديم مبلغ شهري بقيمة 147 دولاراً أميركياً لحوالي 900 ألف لاجئ يعانون من مشاكل اقتصادية".

وذكرت أبو خالد أن اللاجئين الأكثر ضعفاً والذين يحصلون على مساعدات نقدية شهرية، سيحصلون "على رصيد إضافي لفترة 5 أشهر وقيمته 75 دولاراً أميركياً شهرياً لتغطية الاحتياجات الإضافية بفصل الشتاء".

وأشارت إلى أنه سيتم توزيع قسائم وقود بقيمة مائة دولار أميركي بدلاً من المبالغ النقدية في المناطق التي لا تتوفر فيها أجهزة صراف آلي، مضيفةً أن عمليات التوزيع بدأت في تشرين الأول/أكتوبر وستستمر حتى آذار/مارس 2017.

كذلك، ستسعى برامج التدخل الخاصة بموسم الشتاء والتي تطبقها المفوضية والمنظمات الشريكة، إلى تحسين ظروف اللاجئين عبر فرش الأرض بالحصى وتعزيز أنظمة الصرف الصحي في المخيمات العشوائية.

وتابعت أبو خالد أن أكثر من 55 ألف عائلة تعيش في ملاجئ متدنية المستوى مثل الخيام ومرائب السيارات والمباني غير المنتهية والمباني الملحقة، ستحصل أيضاً على مساعدات لتجهيز مساكنها لمقاومة العوامل المناخية.

وأضافت أن العائلات اللاجئة والعائلات اللبنانية الأكثر ضعفاً ستستلم بطانيات ومواقد وملابس.

وذكرت أن المفوضية تلقت مؤخراً مساعدات نقدية من عدة دول، ستساهم في توفير مساعدات طارئة لفصل الشتاء لنحو 25 ألف عائلة سورية خلال الأشهر الخمسة المقبلة.

وقالت "بالإضافة إلى مساعدات الكويت التي بلغت 7 ملايين و96 ألف دولار، حصلنا على تمويل من الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والنرويج وهي مبالغ لم تكن مخصصة مسبقاً لمشاريع محددة".

جمع البطانيات والملابس

وبموازاة برنامج مساعدات المفوضية لموسم الشتاء، تبذل منظمات المجتمع المدني جهوداً لتوفير المساعدات للعائلات السورية واللبنانية المحتاجة.

وفي 4 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت حملة "دفى" حملتها السنوية الثانية لموسم الشتاء في ساحة الشهداء في وسط بيروت.

وقالت مطلقة الحملة الإعلامية بولا يعقوبيان إن "دفى" جمعت عدة أطنان من المساعدات الغذائية والأغطية الصوفية والألبسة الجديدة والمستعملة والأثاث التي تم التبرع بها لدعم العائلات اللبنانية واللاجئين السوريين.

وأوضحت يعقوبيان للمشارق أنه بعد نجاح الحملة العام الماضي وتأمينها الدعم لـ 14 ألف عائلة لبنانية وسورية، "أطلقنا نداءنا لهذا العام لأننا لمسنا توق اللبنانيين لتقديم المساعدة".

وذكرت أن الآلاف تبرعوا "بأكثر من مليون قطعة ملابس للذكور والنساء والأطفال من مختلف الأعمار. كما تلقينا الآلاف من الأغطية الصوفية، عدا عن الأثاث المنزلي والمواد الغذائية".

وأضافت "كل ما جمعناه من مبادرات سخية وكريمة، جرى فرزها من قبل مئات المتطوعين وحملت على متن شاحنات انطلقت نحو المناطق الأكثر فقراً".

وأشارت يعقوبيان إلى أن ما جمعته حملة "دفى" فاق التوقعات وستكفي أكثر من 50 ألف عائلة لبنانية وسورية خلال موسم الشتاء.

ولفتت إلى أن المساعدات ستُوزع على العائلات اللبنانية التي تستضيف لاجئين سوريين، شارحةً أن طريقة التوزيع هذه اختيرت ذلك أن هؤلاء اللبنانيين هم الأكثر علماً بما هم بحاجة إليه.

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

ماشفنا شي كلكم حراميه

الرد

الله يعطيكم عافيه على جهودكم ولاكن انا من وقت تسجيلي في لأمم لااذكر تاريخ من عام 2014 وانا انتظر مساعده من لأمم متحده كون عائلي من زوي حاجات خاصه رغم اني قد تزوجت ورغم كل هاذا لم احظى بمساعده خضعت اختي لعمليه جراحيه باهظة تكلفه ولم احظى بمساعده ولأن والدي بحاجه لعمليه وعمتي كمان من نفس عائله تحتاج الى عمليتان ولم أحظى بلمساعده لو أني استطيع تأمين تكلفة علاج لوالدي وأختوه لما أزعجتكم بطلبي شكرا لكم

الرد