إرهاب

حزب الله دمية بيد النظام السوري في المراحل الأخيرة من معركة حلب

نهاد طوبايان من بيروت

مؤيدو حزب الله اللبناني يشاركون في مراسم تشييع مقاتل قُتل أثناء المعارك في سوريا إلى جانب قوات النظام، في بيروت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

مؤيدو حزب الله اللبناني يشاركون في مراسم تشييع مقاتل قُتل أثناء المعارك في سوريا إلى جانب قوات النظام، في بيروت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد خبراء عسكريون أن حزب الله أرسل مؤخراً دفعة جديدة من المقاتلين إلى سوريا لدعم قوات النظام والقوات المتحالفة معها في معركة حلب، ولاحقاً في معركة إدلب، وذلك في محاولة تبدو بمثابة التأثير لحسم المعركة لصالح النظام.

وكان زعيم حزب الله حسن نصرالله قد ذكر في أكثر من مناسبة أن معركة محافظة حلب هي المعركة الاستراتيجية الكبرى في الحرب السورية.

وقال في 24 حزيران/يونيو بمناسبة الذكرى الأربعين لمقتل قائد الحزب العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا، "لدينا مسؤولية تتمثل بالمزيد من الحضور في حلب وسوف نزيد من حضورنا فيها".

وقال نصر الله "عددنا الموجود بمنطقة حلب كبير وليس عدداً متواضعاً".

وأشار محللون في حديث لموقع المشارق إلى أن النظامين السوري والإيراني يأملان بالاستفادة من الوضع في حلب بزيادة مشاركة مقاتلي حزب الله في الصراع ولحسم المعركة لصالحهما.

وحذّر المحللون من أن انتشار حزب الله المتزايد في سوريا، ولا سيما في معركة حلب، سيشعل فتيل الصراع المذهبي في المنطقة ككل.

خوض حرب بالوكالة

وفي هذا السياق، قال محلل القضايا الأمنية والاستراتيجية العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ناجي ملاعب، إن معلومات تحدثت عن نقل الحزب أربعة آلاف من مقاتليه اللبنانيين من القصير، حيث له قاعدة عسكرية قريبة من بلدة الهرمل اللبنانية ومن الحدود، إلى وجهات أخرى في سوريا.

وأضاف أن معارك تدور داخل المدينة وفي أحيائها، مشيراً إلى أن حزب الله معتاد على معارك الشوارع هذه ويستعد لها باستخدام مقاتليه اللبنانيين والسوريين.

واعتبر ملاعب أن الحشد الأخير لمقاتلي الميليشيا في حلب هو محاولة للتأثير على التسوية الأخيرة للحرب السورية بحيث تُحسم لصالح النظام.

وذكر أن حزب الله يقاتل في حرب بالوكالة "بالنيابة عن النظام السوري" وحليفه الإيراني لتفادي ظهور هذين الطرفين وكأنهما لا يمتثلان لقيود المحكمة الدولية حول الاستعمال المفرط للقوة في النزاعات العسكرية.

وأوضح ملاعب أن حزب الله يهدف إلى استخدام القوة المفرطة في حلب للتعويض عن الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش السوري في صفوفه.

وتابع "يحشد الحزب مقاتليه لخوض معركة بإشراف الحرس الثوري الإيراني، لكنه لن يستطيع حسمها".

انخراط متواصل في سوريا

بدوره، اعتبر المحلل السياسي علي الأمين للمشارق أنه "من المؤكد أن حزب الله يعطي أولوية لمعركة حلب، وهذا ظاهر بالمواقف التي يعلنها [نصرالله]".

وأضاف أن ذلك يشمل تواجد الحزب على الأرض، "الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا له بأعداد كبيرة ".

وأوضح الأمين أن الهدف الأساسي لحزب الله يكمن في زيادة شعبيته ورفع معنويات مقاتليه بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في المعارك، إضافة إلى تحضير قاعدته الشعبية نفسياً لتواصل انخراطه في الحرب السورية .

وأشار إلى أن الحزب سلّط الضوء على "انخراطه إلى حد كبير في المواجهة بسوريا وتحديداً في حلب"، قائلاً إنه يشارك في المعارك تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.

وأوضح أن حزب الله عزز صفوفه بإضافة المزيد من المقاتلين إليها، بعد الخسائر التي تكبدها في مناسبات عدة ومقتل عدد من كبار قياداته.

وتابع "لهذا السبب، يُعد المقاتلون الجدد القوة الأساسية للحزب تحضيراً لمعركة حلب"، لافتاً إلى أن الحزب يستدعي مزيداً من المقاتلين "نظراً لتصميمه على الاستمرار بالقتال بسوريا".

وذكر الأمين أن ما من أرقام محددة تعكس العدد الفعلي للمقاتلين الذين هم في صفوف الحزب، ذلك أن "حزب الله لا يعلن أبداً عن أعداد مقاتليه" أو قتلاه.

من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد في الجيش اللبناني ريشار داغر إن حزب الله رفع من جهوزيته وعديده بعد أن اعتبرت قيادته المركزية أن التدخل العسكري في حلب أمر ضروري "كونها محطة مفصلية".

إشعال الفتن الطائفية

وأضاف للمشارق "يحاول الحزب ومن يقف وراءه الاستفادة من الوقت الضائع لخوض ما تبقى من معركة في أحياء حلب الشرقية".

ولكنه أشار إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ أن الأحياء شاسعة جغرافياً ويقطنها حوالي نصف مليون نسمة، بما في ذلك جماعات معارِضة معتدلة ومتطرفة.

وقال إنه نظراً لطبيعة حزب الله "الميليشياوية وكونه ليس قوة دولة رسمية ملزمة بقوانين الحرب"، فالنظام السوري وحلفاؤه يستخدمونه لتحقيق أجندتهم الخاصة.

وقال داغر إنه بما أن "حزب الله لم يعد يأبه للمواقف السياسية اللبنانية المناوئة لتدخله المستمر في سوريا منذ أربع سنوات ، فإن دوره في الحرب السورية، ولا سيما في حلب، سيؤجج الصراع المذهبي في المنطقة ككل".

وختم قائلاً "إذا ما سيطر الحزب على الأحياء الشرقية من حلب، فسنشهد ردات فعل في سوريا ولبنان والمنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500