أمن

مصر تستعد لرد من داعش بعد عمليات سيناء

وليد أبو الخير من القاهرة

آليات مصفحة للجيش تقوم بدوريات في أحد شوارع القاهرة. [حقوق الصورة للقوات المسلحة المصرية]

آليات مصفحة للجيش تقوم بدوريات في أحد شوارع القاهرة. [حقوق الصورة للقوات المسلحة المصرية]

تتخذ قوات الأمن المصرية تدابير أمنية مشددة في المنشآت الحيوية في مختلف المحافظات المصرية تحسبا لأي عمل ارهابي بعد العملية الأمنية على عناصر متشددين في شمال سيناء، وفق ما قال مسؤولون للمشارق.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم السبت، 22 تشرين الأول/أكتوبر، قد أمر "بتشديد الأمن في المنشآت الحيوية" بعد مقتل ضابط أمني رفيع في الجيش بإطلاق نار في ضواحي القاهرة، وفق ما نقل موقع أهرام أونلاين المصري.

وشن الجيش المصري في منتصف تشرين الأول/أكتوبر حملة أمنية شاملة ضد ولاية سيناء التابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) .

وأتت الحملة بعد هجوم لداعش في 14 تشرين الأول/أكتوبر على نقطة تفتيش للجيش في بئر العبد غرب العريش شمال سنياء، أدى إلى مقتل 12 جنديا وجرح ستة آخرين على الأقل.

وفي 30 من الشهر ذاته، أصيب ثلاثة رجال شرطة وثلاثة مدنيين بتفجير سيارة يقودها انتحاري قرب موكب أمني في العريش . وأعلنت ولاية سيناء مسؤوليتها عن الاعتداء على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعزيز الأمن

في هذا السياق، قال العميد محمود سالم من شرطة القاهرة، للمشارق إن الأجهزة الأمنية، وتشمل الوحدات الأمنية من الشرطة والجيش والمخابرات، "شددت من تدابيرها الوقائية في جميع المحافظات وخصوصا مدينة القاهرة تحسبا لأي عمليات ارهابية".

وتشمل هذه التدابير بحسب سالم، تكثيف التواجد الامني في المناطق الحيوية كمحطات القطارات والمترو ومحطات الكهرباء والمسارح ودور السينما والمراكز التجارية الكبيرة والمتاحف والاندية الرياضية والميادين والحدائق العامة.

ولفت إلى أنه "تم تثبيت بعض النقاط الامنية الجديدة الثابتة والمتحركة لتعزيز التواجد الامني".

وتقوم وحدات المباحث باجراء مسح شامل لسكان محيط الاماكن الحيوية من سجون ومستشفيات ومراكز امنية، حيث تقوم مكاتب إدارة المباني بالابلاغ عن اي مستاجر أو مشتري جديد للشرطة.

واشار إلى أن التدابير تشمل ايضا الاستعانة بكاميرات المراقبة في بعض المراكز الحيوية والطرقات الاساسية والميادين، بالاضافة إلى زيادة الحماية لبعض الشخصيات الامنية والقضائية.

وقال "تأتي هذه التدابير لتأمين الامن بشكل كامل وحماية المواطنين والمنشآت من اي هجوم ارهابي بالإضافة إلى سرعة ضبط أي مشتبه به".

المتشددون يعانون خسائر في سيناء

بدوره، قال اللواء المتقاعد في الجيش المصري والمتخصص بالجماعات الإرهابية، يحيى محمد علي، للمشارق إن الجماعات المتطرفة عانت ضربة كبرى بعد العمليات العسكرية الكثيفة الأخيرة ضدهم.

وردا على تلك العمليات الأمنية "سيعمدون إلى نقل العمليات إلى خارج سيناء في محاولة لتشتيت الجهود الامنية وفتح اكثر من جبهة لتخفيف الضغط على الارهابيين المحاصرين في مناطق محددة في سيناء".

الأمر الذي يفسر "الجهوزية الأمنية العالية في معظم المحافظات المصرية"، وفق ما ذكر.

وأضاف محمد علي أن الأمن المصري، وضمن الاجراءات الوقائية للقضاء على المتطرفين نفذ مؤخرا مداهمات على عدد من الاماكن المشبوهة مما أدى إلى توقيف عدد كبير من الارهابيين أو المتعاطفين معهم ممن يقدمون لهم الدعم اللوجستي والمادي.

ولفت إلى أنه من الممكن أن يلجأ بعض المتطرفين إلى زرع العبوات الصغيرة لشن "هجمات صغيرة" في "وذلك كسعي من الارهابيين لاثبات الوجود" بعد الخسائر التي تكبدوها.

تعاون دولي

المقدم أمين الزيني وهو من الشرطة المصرية وملحق بقسم الشرطة القضائية الدولية "الإنتربول الدولي"، قال للمشارق إن "التدابير المشددة لا تشمل فقط الداخل المصري، بل تشمل الخارج حيث يتم رصد وتتبع الاماكن والبلدان التي من الممكن أن يكون قد لجا اليها بعض الارهابيين الموجودة اسماءهم في قاعدة البيانات".

وأشار إلى التشديد أيضا على المطارات والمنافذ البرية والبحرية لمنع تسرب أي ارهابي إلى الداخل.

واضاف أن "لائحة هامة من 150 اسم يجري العمل عليها بشكل اساسي لاحتمال تواجد اصحابها في دول قريبة من مصر أو أنهم من الممكن أن يجربوا العودة، وهذه الاسماء جرى التأكد من تبعيتها لتنظيم داعش الارهابي وسعيها للعمل ضد الدول في المنطقة ومن بينها مصر".

واضاف الزيني أن التدابير الامنية المشددة تشمل ايضا البعثات الاجنبية في مصر، بالاضافة إلى مباني السفارات والقنصليات، إلى جانب المناطق السياحية.

ولفت إلى أن التحقيقات التي "اجريت مع الموقوفين الذين تم اعتقالهم مؤخرا كانت مفيدة جدا من ناحية معرفة طبيعة تحرك الارهابيين والاماكن الممكن استهدافها والاشخاص الذين قد يكونون في دائرة الخطر".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500