إرهاب

حركة حماس تنفذ مخطط إيران لتوسيع سيطرتها في سوريا

وليد أبو الخير من القاهرة

عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، يشاركون في تشييع أحد زملائهم في آذار/مارس 2016. يتعاون عناصر حماس مع النظام السوري تحت جماعة معروفة بلواء القدس. [سعيد خطيب/أ ف ب]

عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، يشاركون في تشييع أحد زملائهم في آذار/مارس 2016. يتعاون عناصر حماس مع النظام السوري تحت جماعة معروفة بلواء القدس. [سعيد خطيب/أ ف ب]

شهدت الأشهر الأخيرة تقاربا متزايدا في العلاقات بين حركة حماس والنظام السوري المدعوم من إيران مع سعي النظام الإيراني لاستغلال الحركة في تنفيذ أجندته الخاصة في سوريا، وفق ما أفاد محللون سياسيون لديارنا.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين الجانبين شابها الفتور بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في 2011، إلا أن النظام يعتبر حماس "الجناح السني للمشروع الإيراني في المنطقة" ويقوم بتمويلها منذ سنوات، بحسب ما أشاروا.

واعتبر هؤلاء أن إيران تدفع نحو علاقات دافئة مع حماس حتى تلعب حماس دورا في الحرب المطولة وتوسيع سيطرتها في المنطقة كما سعت من خلال دعمها لحزب الله في لبنان، وأنصار الله الحوثيين وميليشيات في العراق.

وقال فتحي السيد الباحث المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، لموقع ديارنا إن إيران "أنشأت العديد من التنظيمات الموالية لها في لبنان وسوريا والعراق بالاضافة إلى بعض الخلايا في دول أخرى كدول الخليج ومصر".

استعاد النظام السوري بمساعدة حماس السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني في حلب في 24 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة لصفحة مخيم حندرات على فيسبوك]

استعاد النظام السوري بمساعدة حماس السيطرة على مخيم حندرات الفلسطيني في حلب في 24 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة لصفحة مخيم حندرات على فيسبوك]

وقد أتى ذلك بجزء منه نتيجة سعي النظام الإيراني لامساك زمام المبادرات والازمات في منطقة الشرق الاوسط من خلال عدة تدخلات ونزاعات، وفق ما أشار.

واعتبر أن إيران تصرفت "بدهاء" مع اصطدامها بالمسألة الطائفية، "فدعمت حركة حماس في قطاع غزة بشكل كبير وعملت على أن تمتلك زمام قرار الحركة في كل ما يخص الوضع الفلسطيني والاقليمي".

وتابع "فباتت الحركة الذراع السني للحرس الثوري في المنطقة، وذلك رغم أن الحركة ترتبط سياسيا بأطراف أخرى ودول أخرى".

وأضاف السيد "يبدو واضحا في سوريا من خلال تحركات حركة حماس انها تشارك بالمخطط الايراني الواضح الهادف إلى اطالة امد الحرب الدائرة".

التقريب بين حماس والنظام

وفي هذا الخصوص، قال الناشط الإعلامي فيصل الأحمد من حلب، لموقع ديارنا إن حركة حماس ومنذ عام 2011 كانت قد اتخذت موقفا مقربا جدا من جبهة النصرة التي تعرف أيضا بجبهة الشام، في مناطق تواجدها خصوصا في المخيمات الفلسطينية كمخيم اليرموك ومخيم حندرات.

وأوضح أن في مخيم اليرموك كان التعاون واضحا مع جبهة النصرة المعادية للنظام السوري، إلى أن دخل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى المخيم و"أطاح بجميع الفصائل الفلسطينية والسورية المسلحة على حد سواء".

اما في مخيم حندرات فكان التنسيق على نطاق اوسع في مواجهة تقدم داعش، وذكر أن سكان المخيم حاولوا الاعتراض على التحالف هذا أكثر من مرة لكن جبهة النصرة كانت تتمكن من قمعهم.

لكن وخلال الأشهر الأخيرة اتخذت حماس مواقف داعمة بشكل أكبر للنظام. وفي 24 أيلول/سبتمبر، عمدت قوات النظام السوري بسرعة لاستعادة السيطرة على المخيم وطرد مقاتلي جبهة النصرة منه.

وأشار السيد من مركز الشرق إلى أن "تقدم قوات النظام بهذه السرعة في دخولها المخيم مؤخرا يطرح العديد من علامات الاستفهام"، معتبرا أن المخيم هو من المناطق الوحيدة التي استطاع النظام اختراقها بسرعة كبيرة.

وأضاف "وهو أمر قد يوحي بتدخل ايراني لدى حركة حماس بالانسحاب من المخيم لضمان خلط الأوراق السياسية ودعم النظام بمناطق جديدة يسيطر عليها".

لواء القدس

ولفت اللواء المتقاعد المتخصص بشؤون الارهاب الدكتور وائل عبد المطلب، إلى أن انغماس حركة حماس في الصراع في سوريا يبقى موضوعا دقيقا للغاية.

وقال لديارنا إن الحركة مدعومة كليا من ايران باعتبارها "الجناح السني للمشروع الايراني في المنطقة، ولطالما كان التنسيق بينها وبين حزب الله مكشوفا ومفتوحا دون حدود".

وأشار إلى أن التعاون بين حماس والنظام السوري واضح للغاية.

وتابع عبد المطلب أن "بعض عناصر حماس بقوا في سوريا في المناطق التي يسيطر عليها النظام بالقرب من دمشق وهم من الذين خرجوا من مخيم اليرموك وتم دمجهم بالمجموعات المسلحة التي تقاتل في المنطقة إلى جانب حزب الله والقوات النظامية".

وحول التعاون العسكري بين حماس وقوات النظام، أوضح عبد المطلب أنه يحصل "من خلال مجموعة عسكرية مدعومة من النظام تم انشاؤها تحت مسمى لواء القدس".

وضمت تلك مجموعات فلسطينية "تنتمي للعديد من التيارات التي لا تزال موالية للنظام، وتعمل من خلال غرفة العمليات المشتركة التي تدير المعارك لكل من حزب الله والجيش النظامي".

وأضاف تتبع هذه المجموعة (لواء القدس) مباشرة لضباط من الجيش النظامي السوري، وتتلقى التمويل من النظام وأيران ايضا، ويقدر عديدها بثلاثة آلاف مقاتل فلسطيني.

وأشار إلى أن "لجوء النظام السوري للاستعانة بهذه الفصائل وخصوصا حماس يعود إلى ضعف القدرة العددية لديه".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500