إرهاب

اغتيال في عرسال يكشف الخلاف بين جماعتين متطرفتين متنافستين

نهاد طوباليان من بيروت

جنود في الجيش اللبناني يسيرون دوريات على حدود عرسال حيث وجد قيادي بارز من ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ مقتولا في 9 تشرين الأول/أكتوبر. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني]

جنود في الجيش اللبناني يسيرون دوريات على حدود عرسال حيث وجد قيادي بارز من ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ مقتولا في 9 تشرين الأول/أكتوبر. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني]

قبل أقل من أسبوعين، عثر على عنصر بارز في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وقد أردي قتلا في بلدة عرسال شمال شرق الحدود اللبنانية في عملية اغتيال اتهم البعض وقوف جبهة النصرة وراءها.

وكان الرقاوي، وإسمه الحقيقي حسين محمود العلي المتحدر من الرقة، 30 عاماً، قد عثر عليه جثة مصابة بطلقات نارية بمحلة الجبان قرب وادي حميد، ببلدة عرسال.

واعتبر البعض أن إغتياله يأتي في خانة تصفية حسابات بين داعش وجبهة فتح الشام المعروفة سابقاً بجبهة النصرة مرجحين إستمرار مسلسل التصفيات بسبب الصراع على النفوذ.

سجل إجرامي طويل

وبعدما نقلت جثته لمستشفى الرحمة داخل البلدة، أقدم مسلحون على أخذ الجثة، بحسب ما قالت للمشارق المتابعة لملفي التنظيمات الإرهابية وعرسال، المتخصصة بشؤون الإرهاب بصحيفة الجمهورية ربى منذر.

جنود في الجيش اللبناني يسيرون دورية على حدود عرسال. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني]

جنود في الجيش اللبناني يسيرون دورية على حدود عرسال. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني]

وأوضحت منذر أن الرقاوي إضافة إلى دوره في لبنان كان المسؤول عن "الخلايا الإرهابية الموجودة بعرسال" وصلة الوصل مع قيادة داعش بوادي ميرا بالقلمون والرقة.

وكان الرقاوي "مسؤولا عن تفجير هيئة العلماء المسلمين"، وفق منذر التي أشارت إلى أن التفجير جزء من سجل طويل من الأنشطة الارهابية للرقاوي.

وفي التفجير الذي وقع في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، قتل خمسة علماء من هيئة علماء المسلمين في القلمون وأصيب آخرون غيرهم.

وأضافت أنه مسؤول عن مقتل قتيبة الحجيري الذي كان يملك محلاً تجارياً، في 6 تموز/يوليو، والمواطن مخيبر عز الدين في 13 كانون الأول/ديسمبر 2015، والمؤهل بقوى الأمن الداخلي زاهر عز الدين في كانون الثاني/يناير.

وأشارت إلى أنه كان له "الدور الأكبر بأحداث وإشتباكات عرسال مع الجيش، وكان مسؤولا عن زرع العبوات للجيش داخل عرسال ومحيطها، ومهاجمة مراكزهم".

وقد شارك أيضاً بعمليات التفجير بالضاحية الجنوبية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، كما أنه من استلم العسكريين المخطوفين بعرسال في آب/ أغسطس 2014 وسلمهم لداعش.

وإلى جانب ملفه الحافل بالجرائم، توافرت معلومات بحسب ما تابعت منذر تؤكد أنه كان قد "وضع لائحة اغتيالات ضمت 14 اسماً من أبناء عرسال ".

وبين هؤلاء رئيس البلدية، الذي كان ممن طالبوا وقتها بتدخل الجيش بالبلدة بهدف إعادة الأمن إليها.

أما رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، فأكد للمشارق أن الرقاوي كان "مصدر تهديدات لعدد كبير منا، وأنا منهم، إذ كان مشتبها بوقوفه وراء لائحة التهديدات التي صدرت".

وأضاف أنه كان واحداً من مشاكل عرسال، "ويمكنني القول إن عرسال تسير نحو الأفضل. مقتله يخدم عرسال، كما هو حال توقيف أي مجرم أو إرهابي يهدد أمننا".

شرخ بين جماعتين متنافستين

وقالت منذر إن المعارك المتواصلة بين داعش وجبهة فتح الشام، بجرود عرسال أدت إلى "مقتل أبو بكر الرقاوي، بعد تجدد خلافات قديمة بين التنظيمين حول بسط السيطرة في الجرود".

وذكرت أن المعلومات تشير أيضاً الى أن جبهة النصرة حاولت اغتياله سابقاً بكمين على طريقٍ بالجرود، إلا أنه نجا منه آنذاك.

وأشارت منذر إلى أن "المحرك الأساسي لعملية الاغتيال" كان "أبو طاقية" الذي اجتمع قبل أيام بعناصر فتح النصرة، وطلب منهم وضع خطة تقوم على المبادرة بتصفية "وجود داعش وقياداتها" بعرسال.

وقد بدأ تنفيذ الخطة مع اغتيال الرقاوي، "وهو ما يشير الى طريق طويلة سيسلكها التنظيمان بحرب تصفيات بين بعضهما البعض".

ولفتت إلى أن المعلومات أشارت أيضا إلى وصول أسلحة من الداخل السوري إلى عناصر جبهة النصرة، قبل أسبوعين من مقتل الرقاوي، وقامت الجبهة على إثرها بعملية عسكرية ضد مواقع داعش واحتلت مركزين أساسيين لداعش بالجانب اللبناني من الحدود.

وعلقت: "تأتي هذه التطورات في المرحلة التي عُيّن فيها أمير جديد لفتح الشام بعرسال بعد رحيل أبو مالك التلي إلى القلمون بمبلغٍ كبير من المال".

جبهة النصرة ما زالت ارهابية

مدير"المنتدى الإقليمي للإستشارات والدراسات" العميد المتقاعد خالد حماده، قال للمشارق: "من المؤكد أنّ الرقاوي إغتيل".

ورأى أن " إعلان جبهة النصرة إنفصالها عن تنظيم القاعدة وعن تسمية جديدة لها لا يعني أنها منظّمة غير إرهابية ، مما يعني أنّ هذا الإنفصال لم يحقق هدفه".

وقال إن "عملية التصفيات بين الفصائل الإسلامية المتطرفة كان أمرا متوقعا ولن يكون وسيلة للحصول على أي مكسب سياسي" في مستقبل سوريا، في إشارة منه إلى مسعى فتح الشام للعب دور سياسي لها في وتحييد نفسها عن القاعدة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500