أمن

الأردن يستضيف دورة تدريبية لضباط عراقيين حول قتال داعش

محمّد غزال من عمّان

ضباط عراقيون يشاركون في الدورة التدريبية في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة. [محمّد غزال/المشارق]

ضباط عراقيون يشاركون في الدورة التدريبية في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة. [محمّد غزال/المشارق]

يشارك المئات من الضباط العراقيين في دورة متخصصة بالتدريب على القتال تنظّم في الأردن، وذلك بهدف إكسابهم خبرات تمكنهم لاحقا تطبيقها في الحرب الدائرة ببلادهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

وبدأت المجموعة الأولى من الضباط العراقيين التدريب في نيسان/أبريل الماضي ، وينتظر أن يتخرج نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر من هذا البرنامج المدعوم من حلف شمال الأطلسي، 350 ضابطا من قوات وزارة الداخلية والقوات المسلحة العراقية.

ويتمّ تدريب الضباط العراقيين من قبل مدربين من الأردن وإسبانيا وتشيكيا وسكوتلاندا في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة في عمان.

ويشمل البرنامج تدريبا متقدما لإزالة جميع أنواع المفخخات وعمليات الإغاثة الطبية خلال المعارك والتنسيق المدني-العسكري في حالات الطوارئ والجهوزية لدعم العمليات.

وقال مدير عام مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة العقيد الركن أحمد كعيبر، إن الأردن حريص على تدريب القوات العراقية وإمدادها بمهارات متطورة لمحاربة الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش ودحرها.

وأضاف: "قمنا بتدريب العديد من القوات العراقية في المركز ونحن مستعدون لمواصلة تدريب المزيد منهم في الأردن"، مشيرا إلى أن برامج التدريب التي يوفرها المركز تتوافق مع المعايير الدولية.

وكان نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ألكسندر فيرشبو، قد أعلن في بروكسل الشهر الماضي أن الحلف سيبدأ تدريب عناصر الجيش العراقي داخل العراق مطلع عام 2017، وفقا لصحيفة جوردان تايمز.

وتابع كعيبر للمشارق: "نحن في مركب واحد في مواجهة الإرهاب، وعندما نقوم بتقوية الجيش العراقي والقوات العراقية، فإننا نحمي الجميع. إن حربنا مع الجماعات الإرهابية هي حرب سنكسبها بلا محالة".

تدريب متقدم على القيادة

أما ناصر عربيات، وهو مدير تطوير التدريب في المركز المتخصص، فقال للمشارق إن التدريب الذي يتمّ تقديمه للقوات العراقية يرّكز على القيادة وعلى التخطيط والمهارات في ساحات القتال.

وأضاف أن العديد من القوات العراقية التي جاءت للتدريب لم تمتلك بداية مهارات عالية، ولكن بعد التدريب المكثف نجحوا باكتساب مهارات عالية جدا.

وأكد أن "العديد من المشاركين في التدريب تمّ إبلاغهم بالاستعداد للمشاركة في العملية العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي".

من جانبه، قال الملازم سمير علي للمشارق، وهو يعمل كضابط تفكيك ومعالجة متفجرات في وزارة الداخلية العراقية، إنه يأمل بالعودة بسرعة للعراق للمشاركة في تحرير الموصل.

وأردف: "أعمل في وزارة الداخلية منذ ما يزيد على 20 عاما. إن طبيعة المتفجرات التي تستخدمها داعش لتفخيخ المدن والجثث والطرق وكل شيء، تستدعي اكتساب المزيد من المهارات".

وأشار إلى أن مئات الآلاف من الأهالي اضطروا للهرب من منازلهم في الموصل بعد سيطرة داعش عليها، أملا بأن تساعده المهارات التي سيكتسبها على الإسراع في إزالة المفخخات ليتمكن العراقيون من العودة لمنازلهم.

وأضاف علي أن "داعش تقوم بتطوير مهاراتها في التفخيخ بشكل مستمر، ولذلك نحن بحاجة إلى تدريب متواصل. إن التدريب الذي نتلقاه في الأردن في هذا المركز المرموق هو على درجة عالية من الحرفية والتقدم".

العودة لتحرير العراق

أما زميله حيدر سليمان هو يعمل خبير تفكيك متفجرات، فقال للمشارق إنه شارك في العديد من العمليات العسكرية لإزالة مئات المفخخات في مناطق في الأنبار وبيجي وغيرها من المناطق المحررة.

وتابع: "لدي العديد من الأصدقاء الذين قتلوا على يد تنظيم داعش أو غادروا منازلهم في الموصل"، معربا عن أمله بأن يتمكن عند عودته إلى العراق من المشاركة في إزالة المفخخات في المناطق المحررة للسماح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم.

وأضاف: "سنعود إلى العراق لتحرير وطننا من إرهابيي داعش".

وختم مؤكدا أن التدريب الإضافي الذي يتلقاه الضباط العراقيون في الأردن "سيساعدنا على دحر داعش وإعادة الاستقرار إلى العراق".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500