دين

دار الإفتاء المصرية تدحض مزاعم داعش حول الإسلام

وليد أبو الخير من القاهرة

دحض مرصد دار الإفتاء المصري للفتاوى التكفيرية في آخر نشرة إخبارية له بعنوان "إرهابيون"، فيديو نشره تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) مؤخراً ودعا فيه إلى قتل المدنيين غير المسلمين. [من الأرشيف]

دحض مرصد دار الإفتاء المصري للفتاوى التكفيرية في آخر نشرة إخبارية له بعنوان "إرهابيون"، فيديو نشره تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) مؤخراً ودعا فيه إلى قتل المدنيين غير المسلمين. [من الأرشيف]

دحض مرصد دار الإفتاء المصري للفتاوى التكفيرية فيديو نشره تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وحرّض فيه على قتل المدنيين في دول الغرب.

ويدعو الفيديو الذي يحمل توقيع داعش والذي بُثّ في 20 آب/أغسطس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى استهداف المدنيين غير المسلمين، كما أنه يهاجم عدد من كبار رجال الدين المسلمين بالاسم.

وردّ المرصد على الفيديو الذي أصدره تنظيم داعش في آخر عدد من نشرة "إرهابيون" الإخبارية بعنوان "لم يخذلوا عن دولتكم... بل أنتم من شوَّهتم دولتنا".

وتم تخصيص العدد الذي صدر في 23 آب/أغسطس للرد على تبرير داعش لقتل المدنيين بعد تسميتهم بالكفار.

وجاء في النشرة "إذا كان فهمهم أن الإسلام قد انتشر بالسيف والقتل، فإن هذا الفهم غير صحيح لأن العقائد لا تُغرس أبداً بالإكراه، وذلك أمر معروف في تاريخ الرسالات [الكتب المقدسة الموجهة إلى البشرية والتي كشف عنها الأنبياء].

وأضافت النشرة أن "النصوص والحوادث في ذلك كثيرة، فكيف يغفل هؤلاء عن كل هذه الأدلة الصحيحة والقطعية التي تحرم الإكراه على الدين وقتل الأنفس البريئة".

وذكرت أيضاً أن داعش تقدم تفسيرات محوّرة عن الآيات القرآنية وأحاديث النبي محمد، بطريقة تضلل الشباب الذين لا يملكون المعرفة الدينية اللازمة والذين يُدفعون إلى الالتحاق بتنظيمات إرهابية أو إلى تنفيذ عمليات فردية.

داعش في موقف الهجوم

في هذا السياق، قال المحلل الأمني المصري اللواء المتقاعد عبد الكريم أحمد، إنه ليس من المستغرب أبداً أن تحرّض داعش مؤخراً على قتل المدنيين الأبرياء.

وأضاف في حديث للمشارق "فكيف نستغرب من هذه الدعوة وهذا التنظيم أباح أصلاً قتل المسلمين".

وتابع "عند التدقيق بأرقام ضحاياه، نجد أن الذين قضوا على أيدي عناصره من المسلمين أكثر بعشرات المرات من الذين قتلهم من غير المسلمين"، مشيراً إلى أن التنظيم لا يفرّق بين مسلم وغير مسلم طالما أن هؤلاء يخالفون آراءه.

ولفت إلى أن دعوة داعش الأخيرة إلى ارتكاب أعمال عنف مردها إلى الضعف الذي أصاب التنظيم حول العالم نتيجة الضربات الأمنية الاستباقية التي نُفذت ضده.

وذكر أنه بالتالي، لجأ إلى هذه الطريقة التحريضية لدفع المتعاطفين معه إلى القيام بعمليات فردية في بعض الدول الأوروبية.

مخالفة الدين

من جانبه، قال الشيخ عبد الظاهر شحاتة المحاضر في كلية الشريعة الأزهرية، إن "تحريض داعش ضد المدنيين في الدول الغربية خاصة وأينما وجدوا عامة هو أمر مخالف للدين الإسلامي وشريعته بالإضافة إلى مخالفة أحاديث الرسول الصحيحة".

وأوضح في حديث للمشارق أن الدين الإسلامي يحرم التعرض للمدنيين حتى خلال الحروب.

وتابع "فكيف من الممكن أن يتم التحريض في دول لا يوجد حرب على أرضها؟".

وأشار إلى أن التنظيم يسعى من خلال الفيديو إلى "تشويه صورة الإسلام ونشر النقمة على المسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بهم أينما كانوا".

ولفت إلى أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى احترام القوانين المحلية للدول التي يتواجد فيها المسلمون لأي سبب من الأسباب، أكان للزيارة أو الدراسة أو الإقامة أو السكن المؤقت.

وأضاف شحاتة أن داعش في الفيديو الأخير الذي أصدرته "كررت التطاول على علماء المسلمين في المنطقة العربية وخصوصاً أولئك الذين يعملون في المؤسسات الدينية الرسمية".

وذكر أن هذا أمر بالغ الخطورة لما يحمل معه من تحريض على رجال الدين الذين يحظون باحترام كبير، لكن هذه معركة خاسرة بالنسبة لداعش نظراً لانتشار الوعي بالإسلام الحقيقي بين الناس.

علماء يردون على فكر داعش

بدوره، قال راجح صبري من وزارة الأوقاف المصرية وهو من المشاركين في ʼالقوافل الدعويةʻ التي أنشأها الأزهر حول العالم لتصحيح الافكار المغلوطة حول الإسلام التي تروّج لها الجماعت المتطرفة، إن "ما يقوم به مرصد الفتاوى التكفيرية وما يقوم به الأزهر بكافة مؤسساته، من ملاحقة إصدارات تنظيم داعش الإرهابي والرد عليه بالحجة والمنطق، هو أمر أساسي".

وأضاف للمشارق "رغم قيام بعض المؤسسات الثقافية والمثقفين بالهجوم الدائم على أفكار داعش إلا أن آراءهم قد لا تصل إلى الشريحة الأساسية من المواطنين المستهدفين".

وتابع أنه بالتالي، فإن الرد المفصل والدقيق الذي أصدرته مؤسسة دينية محترمة على آخر فيديو لداعش، "كان أمراً ناجحاً جداً لمحاربة هذا الفكر الضال".

وأوضح أن النشرة صدرت عن مؤسسات دينية مصرية وأشرفت عليها مجموعة من العلماء المشهود لهم بالمعرفة الدينية والكفاءة، وهم معروفون باعتناقهم الفكر الإسلامي الوسطي ورفضهم للتطرف والإرهاب وكره الآخر.

وختم صبري مؤكداً أن إصدار هذه النشرات "أمر ضروري وحيوي خصوصاً وأن نشرات داعش تحتوي على الكثير من التحريض على القتل والانقلاب على المؤسسات الحكومية والأمنية".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

داعش صناعة الغرب الارهابى

الرد

بارك الله فيكم لدفاعكم عن قيم دين الله ورسوله وابعاد الشبهات التي يراد بها التشويه والخراب والدمار

الرد