إرهاب

ندوة في القاهرة تبحث بلجوء الجماعات المتطرفة للاغتيالات

وليد ابو الخير من القاهرة

مشاركون في ندوة في القاهرة عقدت في 1 أيلول/سبتمبر لمناقشة لجوء الجماعات المتطرفة لعمليات الاغتيال لإسكات الأصوات المعتدلة. [وليد أبو الخير/المشارق]

مشاركون في ندوة في القاهرة عقدت في 1 أيلول/سبتمبر لمناقشة لجوء الجماعات المتطرفة لعمليات الاغتيال لإسكات الأصوات المعتدلة. [وليد أبو الخير/المشارق]

توصل خبراء بشؤون الارهاب وخبراء أمنيون في 1 أيلول/سبتمبر خلال ندوة أمنية في القاهرة إلى أن المنظمات المتطرفة تلجأ إلى الاغتيالات تكتيكا لإسكات الأصوات المعتدلة التي تعارض فكرهم.

وكان المركز المصري لمكافحة الارهاب بالتعاون مع جامعة بني سويف قد اقام ندوة بعنوان "الاغتيالات والارهاب" لمناقشة تاريخ الجماعات المتطرفة في استخدام الاغتيال أداة لإقصاء المعارضة.

وحضر الندوة مجموعة كبيرة من خبراء التنظيمات الاسلامية والارهابية وخبراء امنيون وضباط متقاعدون وسياسيون ومجموعة من الصحافيين والاعلاميين المصريين، وناقشوا محاولة اغتيال مفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة .

وذكروا أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها جمعة في 5 آب/أغسطس، تعتبر الدليل الأقوى على عدم قبول المنظمات المتطرفة لإنتشار الفكر الاسلامي الوسطي.

وكان جمعة، وهو عضو في مجلس كبار العلماء وشغر منصب مفتي مصر من العام 2003 وحتى 2013، تعرض لاعتداء عند مدخل مسجد الفاضل في 6 تشرين الأول/أكتوبر، حيث كان من المفترض أن يؤدي خطبة الجمعة.

ورأى المشاركون أن الطريقة الفضلى في القضاء على الارهاب تقضي بالتركيز على حلول اقتصادية واجتماعية شاملة إضافة إلى تشديد الأمن.

واعتبر أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف، في حديث لموقع المشارق أن "الندوة تأتي كرد على عملية الاغتيال التي تعرض لها مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة منذ فترة، وهي ضمن سلسلة من الفعاليات التي تقوم بها الجامعة للمشاركة الفعلية في مواجهة الارهاب والافكار الارهابية".

واشار إلى أن الندوة القت الضوء على بعض الاغتيالات التي حصلت تاريخيا وصولا الى محاولة اغتيال الشيخ جمعة.

ولفت إلى أنه "تم تقييم المحاولة وتحليلها ووضع التوصيات والاقتراحات التي من الممكن ان تستند وتعود اليها الجهات الامنية المعنية لتجفيف منابع الارهاب".

وأكد لطفي ضرورة القيام بخطوات مشتركة من قبل كل المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والحكومية للرد على الافكار المتطرفة ومواجهتها ومنع انتشارها.

سعي لإسكات أصوات المعارضة

الجهادي السابق الشيخ نبيل نعيم، الذي كان من مؤسسي تنظيم الجهاد الإسلامي في مصر قال إن "الجماعات الارهابية تلجأ في جميع الاوقات للاغتيالات".

وأشار إلى أن ذلك يعود لانتشار تنظيمات مثل القاعدة و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) والافكار التي تعتنقها.

ولفت نعيم إلى أن السبب الاساسي للقيام بعمليات الاغتيال هو "اسكات اي اصوات معارضة خصوصا الاصوات المؤثرة كالصحافيين والاعلاميين والسياسيين ورجال الدين".

واعتبر أن تلك التنظيمات تستخدم تقنيات غسل الادمغة لنشر أفكارها، وتسعى لإسكات أي أصوات لها تأثير وتعارض فكرها.

إضافة إلى ذلك، اعتبر نعيم أن عمليات الاغتيال تعد "عنوانا ودعاية للمنظمات الارهابية على قسوتها وبطشها".

وقال "يتم استعمال هذه الوسيلة خلال عمليات التجنيد، حتى أن بعض المنظمات الارهابية تتباهى فيما بينها بعدد الاغتيالات التي نفذتها".

وأكد نعيم على ضرورة مواجهة التنظيمات الارهابية فكريا وثقافيا عبر التضييق على انتشار منشوراتها واصداراتها ومنع التداول بها وملاحقة المروجين لها.

ورأى أن ذلك يجب أن يتزامن مع اصدارات مضادة مدروسة تشرح كيف تقوم هذه الجماعات بدفع الناس نحو التطرف، إضافة إلى ضرورة الاتجاه نحو الشباب كونهم الهدف الاول والاساسي لهذه الجماعات.

استغلال الظروف الاجتماعية-الاقتصادية

وبدوره، اعتبر الخبير الامني اللواء المتقاعد فؤاد علام، للمشارق أنه لن يتم القضاء على الارهاب من خلال العمليات الأمنية فقط.

وأشار إلى أن الحلول تكمن في معالجة الأسباب الأساسية وأبرزها الاقتصادية التي تدفع بالشباب إلى الانضمام لهذه المنظمات.

وأوضح "المعروف عن هذه التنظيمات أنها تستغل وبشكل أساسي الاوضاع المادية المتردية لبعض الطبقات وتقوم بتجنيد افرادها، من خلال غسل عقولهم بالافكار الدينية المشوهة".

وشدد علام كذلك على الدور الاساسي الذي تلعبه المؤسسات الاعلامية لمواجهة الارهاب من خلال عدم توفير منصة للاعلام السلبي الذي تسعى له التنظيمات المتطرفة عن غير قصد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500