إرهاب

عائلات منبج تهرب من العملية العسكرية ضد داعش

وليد أبو الخير من القاهرة

يستقبل مخيم مشته النور القريب من كوباني العائلات الهاربة من منبج جراء المعارك المتواصلة مع ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘. [حقوق الصورة لمحمد حسو]

يستقبل مخيم مشته النور القريب من كوباني العائلات الهاربة من منبج جراء المعارك المتواصلة مع ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘. [حقوق الصورة لمحمد حسو]

مع تواصل العملية العسكرية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من مدينة منبج الشمالية السورية، اختار الأهالي الاتجاه إلى كوباني وعفرين الآمنتين نسبياً.

واستقبلت الإدارات المدنية في عفرين وكوباني النازحين القادمين من منطقة منبج ووزعتهم على المخيمات والمنازل الخاصة بانتظار تمكنهم من العودة مجدداً إلى ديارهم.

وذكرت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديموقراطية لموقع المشارق في مطلع الأسبوع الجاري أن عدد النازحين الهاربين من مناطق القتال المحيطة بمنبج حيث تحارب قوات التحرير تنظيم داعش "يتزايد يومياً".

وأوضحت أن "العائلات لا ترى أمامها إلا اللجوء للمناطق المتاخمة لمناطق المعارك والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية".

وأشارت إلى أن مخيم روبار الواقع بالقرب من عفرين استقبل أكثر من 600 عائلة ووصل إلى قدرة الاستيعاب القصوى، وبالتالي يجري حالياً توزيع النازحين على القرى والبلدات القريبة إلى أن يتم تأمين مستلزمات إقامة مخيمات جديدة.

وأضافت أن مجلس سوريا الديموقراطية والقوى الأخرى في المنطقة تواجه صعوبات على مستوى تأمين المساعدات اللازمة، لافتةً إلى أن الأمم المتحدة قامت بتسليم المساعدات مرة واحدة فقط.

وقالت إنه تم إجراء كشف ميداني في منطقة عفرين لإقامة مخيم جديد من شأنه استيعاب غالبية النازحين، مضيفةً أن وفداً من المجلس التنفيذي في مقاطعة عفرين وأعضاء من هيئاته المختصة اجتمعوا مع مسؤولين في منطقة الشهباء لتنسيق مشروع إقامة المخيم.

وأشارت أحمد إلى أن "آخر الأرقام تشير إلى أنه ومنذ يوم 25 أيار/مايو وحتى يوم 4 تموز/يوليو وصل عدد النازحين إلى عفرين وحدها إلى 38052 نازحاً جرى تأمينهم بكل ما يحتاجون إليه".

استخدام المدنيين ’كدروع بشرية‘

في هذا السياق، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية يوم الخميس، 21 تموز/يوليو، منح داعش مهلة 48 ساعة لمغادرة منبج، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال التحالف العربي الكردي إن هذا الإنذار هدف إلى "حماية أرواح المدنيين" في منبج، مطالباً المدنيين بمغادرة المدينة أو الابتعاد عن المناطق حيث تجري الاشتباكات.

وقال أحد قادة قوات سوريا الديموقراطية "اتخذنا هذا القرار بعد أن استخدمت داعش الأهالي كدروع بشرية [...] ولحماية المدنيين الذين لا يزالون في المدينة".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء أن ما لا يقل عن 56 مدنياً اعتُقد على ما يبدو أنهم متطرفون، قتلوا في قصف للتحالف الدولي أثناء هروبهم من قرية التوخار القريبة من منبج.

وتعهد وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بإجراء تحقيق شفاف حول مسؤولية التحالف.

وأعلن كارتر "سنجري تحقيقاً شفافاً بخصوص أي إصابات مدنية محتملة في هذه الواقعة مثلما تم التحقيق في وقائع أخرى من قبل".

وبدوره، أوضح غسان ابراهيم وهو قائد فصيل في المجلس العسكري لمدينة منبج لموقع المشارف، أن أمام المدنيين المتواجدين في مناطق منبج وريفها طريقان فقط للهروب.

وأشار إلى أن هذين الطريقين يؤديان إلى كوباني وعفرين، لافتاً إلى أن "كلا الطريقين محفوفان بالمخاطر اذ يعمد عناصر داعش على إطلاق النار على أي شخص يشتبهون بأنه ينوي الفرار".

وتابع أن "المجموعات التابعة للقوات والمنتشرة على أطراف منبج تقوم بنقل وحماية المدنيين عبر ممرات إنسانية مخصصة لنقل المدنيين باتجاه المناطق الآمنة".

طعام وملابس وإسعافات أولية

وفي الإطار نفسه، قال محمد حسو وهو أحد العاملين في منظمة كوباني للإغاثة والتنمية، إن المنظمة تعمل بالتنسيق مع المجلس المحلي لمنبج من أجل تأمين احتياجات النازحين من المدينة.

وأوضح أن المنظمة توزع الطعام والملابس وغيرها من المساعدات على المخيمات والقرى التي تأوي النازحين، كقرى خربة الروس وأبو قلقل.

وذكر في حديث للمشارق أن الرعاية الطبية يقدمها الهلال الأحمر الكردي الذي يقوم بجولات على المناطق التي يتواجد فيها النازحون.

وقال إن الهلال الأحمر أنشأ مركزاً جديداً له في قرية أبو قلقل لخدمة المدنيين، لافتاً إلى أن عدداً من الأطباء والممرضات تطوعوا للعمل في المركز.

وأضاف أن الهلال الأحمر يقدم الإسعافات الأولية أيضاً في حين يتم نقل الحالات المستعصية إلى مستشفيات كوباني للعلاج.

وقدّر حسو عدد الهاربين إلى منطقة كوباني بما لا يقل عن 15 ألف شخص "يضاف إليهم حوالي خمسة آلاف انتشروا في القرى والبلدات التي تم تحريرها".

وأضاف أن الإدارة الذاتية في كوباني وبعد عجز مخيم مشته نور عن استقبال المزيد من اللاجئين، قامت بانشاء مخيم جديد بالقرب منه لاستقبال المزيد من النازحين القادمين من منطقة منبج.

العائلات تهرب من جبهة القتال

محسن خفاجة هو من أهالي منبج وقد وصل إلى كوباني في نهاية شهر حزيران/يونيو مع عائلته، روى لموقع المشارق كيف أنه اختار المغامرة بالخروج من منبج هرباً من المعارك المتواصلة بين قوات سوريا الديموقراطية والمجلس العسكري لمدينة منبج من جهة وعناصر داعش من جهة أخرى.

وقال إن "رحلة الخروج استغرقت يومين كاملين وصلنا بعدها إلى المنطقة المحررة وجرى تأمين عائلتي من قبل إحدى المجموعات التابعة لقوات حماية الشعب الموجودة في المنطقة وتم نقلنا إلى كوباني بناءً على طلبي لوجود العديد من أصدقائي في المدينة".

وأضاف خفاجة "في كوباني تم استقبالي في منزل صديق لي وكان قد أخلى منزله ونقل عائلته إلى منزل شقيقه ليتسنى لي الراحة مع عائلتي بعد أن رفض ذهابي إلى أحد مخيمات النازحين".

وختم قائلاً "في كوباني لا أحد يسأل النازح عن طائفته أو قوميته، بل يسألون عن عدد أفراد العائلة وأعمارهم ليتم الاعتناء بهم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500