إرهاب

داعش تخطف 900 مدني شمال سوريا

وليد أبو الخير من القاهرة

عائلات هربت من الباب باتجاه عفرين تلجأ إلى خيم في السهول بعد أن خطف تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) 900 من أهالي المدينة. [حقوق الصورة لأزاد دوديكي]

عائلات هربت من الباب باتجاه عفرين تلجأ إلى خيم في السهول بعد أن خطف تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) 900 من أهالي المدينة. [حقوق الصورة لأزاد دوديكي]

منذ انطلاق العملية العسكرية لتحرير مدينة منبج السورية من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، خطف التنظيم نحو 900 شخص من سكان الباب في محافظة حلب وقتل ما لا يقل عن 150 آخرين.

وبدأت عمليات الخطف في حزيران/يونيو عندما بدأت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف معارض عربي كردي يدعمه التحالف الدولي، بالتقدم باتجاه منبج، مرسلةً 20 ألف من المواطنين الهاربين إلى مناطق أكثر أماناً.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 900 مدني غالبيتهم من الأكراد خُطفوا على يد داعش خلال معارك منبج.

وأضاف المرصد أن 350 منهم نُقلوا إلى مدينة الرقة فيما أُعدم 13 وقتل خمسة آخرين فيما كانوا يحاولون الهرب.

وفي هذا السياق، قال الناشط الإعلامي فيصل الأحمد من حلب إن "تنظيم داعش ومنذ بدء الحملة العسكرية لتحرير مدينة منبج زاد من ممارساته التعسفية تجاه المواطنين في منطقة الباب وخصوصاً تجاه أبناء القومية الكردية".

وأوضح في حديث للشرفة أن التنظيم بدأ بملاحقة واحتجاز الأكراد وبتنفيذ عقوبات في الساحات العامة بدءاً من الجلد ووصولاً إلى الإعدام.

وذكر الأحمد أنه مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية من مدينة منبج في مطلع حزيران/يونيو، بدأ التنظيم باعتقال الشباب مجبراً إياهم على حمل السلاح ومرسلاً إياهم إلى خطوط المواجهة الأمامية.

وقال إن التنظيم قام بذلك "للإيحاء بأن الاكراد يرفضون قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديموقراطية وقوات الحماية الكردية وأنهم يفضلون العيش تحت راية تنظيم داعش".

وفي 23 حزيران/يونيو، اقتحمت داعش قرى محيطة بمدينة الباب حيث حاصر مقاتلوها واحتجزوا نحو ألف كردي بينهم نساء وأطفال ونقلوهم إلى سجون التنظيم في المنطقة.

وأقام التنظيم أيضاً زنزانات جديدة في مواقع عديدة في الباب.

وقال "هذا يدل بوضوح على اتخاذ داعش للمدنيين الأكراد دروعاً بشرية لحماية مراكزها العسكرية وحماية عناصرها من الغارات الجوية أو عمليات القصف التي تستهدفها".

أوضاع المدنيين مأساوية

وقال غسان ابراهيم وهو قائد فصيل في المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها إن "أوضاع المواطنين السوريين في منطقة الباب والبالغ عددهم حوالي 250 ألف شخص مأساوية جداً، فهم ينتمون إلى القوميات الكردية والعربية والتركمان والشركس إلا أن الغالبية من الأكراد".

وتابع في حديثه للشرفة أنهم يتوزعون على 117 بلدة وقرية تقع جميعها تحت سيطرة تنظيم داعش، مضيفاً أن معظمهم من العائلات الفقيرة التي تعتاش من الزراعة.

وأكد أن القرى في المنطقة تتعرض حالياً "لاجتياح همجي من قبل تنظيم داعش"، حيث يقوم عناصر التنظيم بمداهمة المنازل ومصادرة جميع وسائل الاتصال من هواتف وأجهزة كمبيوتر ويقتادون الشباب لأماكن مجهولة.

وأضاف أن بعض القرى حاولت التمرد على التنظيم ومنها قرية عرب ويران التي رفض شبابها الالتحاق بداعش وحمل السلاح.

وذكر إبراهيم أنه رداً على ذلك "[بدأ] عناصر داعش بإطلاق النار عشوائياً مما أسفر عن مقتل حوالي عشرات المدنيين وإصابة عدد منهم بجروح مختلفة".

وأشار إلى أن التنظيم أعدم أيضاً ثمانية شباب من أبناء قرية قعر كلبين وستة آخرين من قرية أم حووش للسبب نفسه.

موجة نزوح جديدة

ومن جانبه، قال أزاد دوديكي وهو مسؤول إحدى فرق الهلال الأحمر الكردي العاملة في مقاطعة عفرين إن الأعمال الإجرامية التي تمارسها داعش ضد أهالي ريف منطقة الباب أثارت موجة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية ومجلس منبج العسكري.

وأضاف أن البعض اتجه نحو عفرين الخارجة عن سيطرة التنظيم، مشيراً إلى أن "عشرات العائلات وصلت إلى المناطق الآمنة إلا أنها لا تزال في العراء بعيدة نسبياً عن المناطق المأهولة حيث تعيش بظروف صعبة جداً".

ولفت في حديث للشرفة إلى أن معاناتها متفاقمة جراء "الحالة النفسية المتردية بسبب ما عانى أفرادها".

وأشار إلى أن بقاء الكثير من العائلات في العراء يعود إلى اكتظاظ القرى والبلدات بالنازحين بشكل كبير مما "يجعل الإقامة في الخيم في السهول الزراعية أمراً لا بد منه".

وقال دوديكي إن "الكثير من العائلات أكدت أن بعض أفرادها مفقود بعد انقطاع الاتصال خلال عملية الهروب"، مضيفاً أنها متخوفة من وقوع هؤلاء بيد التنظيم الذي من الممكن أن يكون قد أعدمهم.

وقدّر عدد النازحين الهاربين من قرى ريف الباب بحوالي عشرين ألف مواطن على الأقل، لافتاً إلى أن فرق الهلال الأحمر الكردي وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية في المنطقة تنسق مع الفرق العسكرية لتجنيب الهاربين التعرض للنيران.

وأضاف أن هذه الفرق تعمل على نقل السكان الهاربين بأمان إلى المناطق الخارجة عن سيطرة داعش، بالإضافة إلى تأمين المساعدات الضرورية والعاجلة لهم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500