إقتصاد

اقتصاد العيد يساعد النازحين في اليمن على إعالة عائلاتهم

فيصل دارم من صنعاء

خالد شهاب، 23 عاما، يبيع العطور على بسطة بشارع في صنعاء. عاد خالد وعائلته مؤخرا من محافظة ذمار بعد أن غادروها نتيجة الحرب في اليمن. [فيصل دارم/الشرفة]

خالد شهاب، 23 عاما، يبيع العطور على بسطة بشارع في صنعاء. عاد خالد وعائلته مؤخرا من محافظة ذمار بعد أن غادروها نتيجة الحرب في اليمن. [فيصل دارم/الشرفة]

أتاح الموسم التجاري الذي اختتم فيه عيد الفطر لخالد شهاب وعائلته فرصة العودة إلى صنعاء من محافظة ذمار التي نزحوا إليها بسبب الحرب منذ أكثر من عام.

يعيل شهاب، 23 عاما، أسرته المكونة من عشرة اشخاص بعد وفاة ابيه معتمدا على بيع العطور للمتسوقين متخذا موقعين بجانب مركزين تجاريين وسط العاصمة.

وقال شهاب للشرفة إن "تحسن الاوضاع التجارية وزيادة طلب المنتجات خلال شهري شعبان ورمضان استعدادا للعيد شجعني كثيرا في اتخاذ قرار عودة الاسرة إلى صنعاء بعد ان نزحت الى مديرية وصاب العالي في محافظة ذمار".

وأضاف شهاب أنه اصبح الآن قادرا على دفع ايجار سكن الاسرة.

وتابع "اخترت مواقع البسطات لبيع العطور بجانب الأسواق العامة للاستفادة لعرضها لأكبر قدر من المتسوقين وتكوين عملاء لمنتجاتي حيث يمكن مواصلة عملية البيع لهم بعد انتهاء الموسم التجاري الحالي".

ونفس الحال ينطبق على خالد براز الذي يملك بسطة لبيع الاكسسورات النسائية بجوار احد المولات التجارية المتخصصة ببيع ملابس النساء.

وأشار براز إلى انه كان يعمل بالأجر اليومي في قطاع البناء الذي توقف بسبب الحرب، وهذا ما جعله يعود بأسرته إلى قريته في محافظة صنعاء.

وأضاف أنه باع من ذهب زوجته من أجل بسطة الاكسسورات والتي مثلت له مصدر دخل جيد غير متوقع.

وذكر براز "كلما اقترب العيد زادت عملية المبيعات التي وصلت لذروتها خلال العشرة الايام التي سبقت عيد الفطر"، وأشار إلى أنه سيستمر في البسطة حتى عيد الاضحى القادم.

أما علي صالح، فلديه اربع بسطات، اثنتان منها لبيع الملابس الداخلية وواحدة لبيع الاكسسورات والاخيرة لبيع العطور موزعة على عدد من المراكز التجارية في العاصمة.

وقال صالح إنه عاد بأسرته من محافظة ريمة إلى صنعاء مجددا بعد أن نزح قبل عام تقريبا بسبب الحرب وبسبب توقف الاعمال.

وأضاف صالح "يزداد الطلب خلال شهر رمضان على الملابس وملحقاتها من العطور والاكسسورات لأنه الموسم الرئيسي على مدار العام لشراء الملابس لغالبية اليمنيين".

الحرب أرهقت الاقتصاد

هذا وشرح الخبير الاقتصادي عبد الجليل حسان للشرفة أن "القوة الشرائية لليمنيين تراجعت كثيرا بسبب الحرب وتوقف أعمالهم وفقد الريال اليمني جزءا من قيمته".

ولفت إلى أنه "رغم هذه الظروف إلا أن شهري شعبان ورمضان هما الموسم الأبرز خلال السنة لشراء الملابس وهذا رفع من حجم الطلب والانفاق بشكل عام على المنتجات وخصوصا الملابس".

واشار حسان إلى أن هذه الظروف دفعت عددا من النازحين بسبب الحرب إلى العمل كباعة متجولين فانتشر هؤلاء واصحاب البسطات على امتداد الشوارع الرئيسة وبجانب المراكز التجارية.

ويعرض هؤلاء الباعة عادة بضائع أسعارها رخيصة ونوعيته غير عالية مقارنة بمثيلاتها في هذه المراكز التجارية وتستهدف العائلات ذات الداخل الأقل.

وبدوره، قال مرزوق عبد الودود مدير مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية إن "اقتصاد العيد هو اقتصاد مؤقت يدر دخلا جيدا للبعض لكنه مؤقت سيتلاشي مع انتهاء موسم العيد".

وأضاف عبد الودود أن "اليمنيين يقبلون على شراء الملابس كل حسب قدرته الاقتصادية التي غالبا محصورة للأطفال لأن البسطات تقدم ملابس اقل جودة أو ملابس مستخدمة وتكون أسعارها مناسبة ورخيصة يستطيع غير القادرين على صناعة فرحة العيد في وجوه أطفالهم رغم الظروف التي تعيشها البلد".

وأشار إلى أن اصحاب هذه البسطات اغلبهم ممن ليس لديهم وظائف ثابتة أو دائمة وينتظرون موسم العيد من اجل فرصة عمل قد تستمر اربعة إلى خمسة شهور تمتد إلى عيد الاضحى.

وقال "اصحاب هذه البسطات من النازحين الذين عادوا بأسرهم إلى صنعاء بسبب الدخل الجيد الذي تدره عليهم خلال هذه الفترة".

واعتبر أن هذا الدخل قد يتوقف بعد انتهاء مواسم الاعياد الدينية (عيدي الفطر والاضحى)، مما قد يمثل نكسة اقتصادية قد تعيدهم إلى مناطق نزوحهم "اذا لم تتوقف الحرب".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500