إعلام

داعش تحاول منع الأخبار في الرقة

وليد أبو الخير من القاهرة

يافطة تعلن وجود مركز إعلامي لـ ’الدولة الإسلامية في العراق والشام’ يوزع منشورات التنظيم وتعميماته وأقراصا مدمجة لأهالي الرقة. [حقوق الصورة لحملة الرقة تذبح بصمت]

يافطة تعلن وجود مركز إعلامي لـ ’الدولة الإسلامية في العراق والشام’ يوزع منشورات التنظيم وتعميماته وأقراصا مدمجة لأهالي الرقة. [حقوق الصورة لحملة الرقة تذبح بصمت]

مع تضييق قوات سوريا الديموقراطية الخناق على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) شمال سوريا بدعم من قوات التحالف، يسعى التنظيم بشكل يائس لمنع الأهالي من متابعة الأخبار حول التطورات الميدانية.

وقبل أقل من أسبوع على بداية شهر رمضان، أبلغت داعش أهالي الرقة بواسطة تعميمات تم توزيعها في المدينة بضرورة التخلص نهائيا من الأجهزة اللاقطة قبل بداية شهر رمضان هذا العام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ووفق شهود عيان من المدينة تحدثوا للشرفة، بدأ التنظيم فعلا بتسيير دورياته في المدينة للتأكد من تنفيذ القرار.

وكان المرصد قد ذكر على موقعه الإلكتروني في 2 حزيران/يونيو، أنه حصل على نسخة من القرار الذي وزعه عناصر الحسبة على أهالي الرقة بإزالة أجهزة استقبال القنوات الفضائية من المنازل.

وجاء في القرار أن جميع أجهزة استقبال القنوات الفضائية محظورة على أرض "الدولة الإسلامية" ويجب إزالتها من منازل المسلمين وغير المسلمين أيضا، ودعا الجميع إلى تسليم ما لديهم من أجهزة الاستقبال الفضائية.

ابقاء الأهالي بعيدين عن صورة خسائر داعش

علي سعيد وهو من أهالي مدينة الرقة ويعمل في مجال الأعمال الحرة، والذي فضل استخدام اسم مستعار خوفا على سلامته، قال للشرفة إن الحملة الجديدة التي تقوم بها داعش لمنع اجهزة استقبال المحطات الفضائية في مدينة الرقة لا علاقة لها بالدين.

وقال "من الواضح أن التنظيم يريد ابقاء أهالي الرقة بعيدين عن آخر المستجدات الأمنية الجارية حاليا والمتعلقة بشكل خاص بالحملات العسكرية التي تقوم بها قوات سوريا الديموقراطية بالتحالف مع قوات التحالف الدولي".

وذكر أن التنظيم يسعى لوقف انتشار اخبار هزائمه المتلاحقة والتي من الممكن أن تتطور الى حالة تمرد عام داخل المدينة وفي ريفها.

وأشار إلى أن التنظيم سبق له وأن منع أجهزة استقبال وارسال الانترنت مما حوّل المنطقة إلى "جزيرة منعزلة، تصبح فيها وسيلة معرفة اخبار العالم الخارجي فقط ما يبثه التنظيم من اكاذيب من خلال منشوراته الورقية والسيديهات التي يوزعها من خلال النقاط الاعلامية المنتشرة في كل مكان".

وهذه ليست المرة الأولى التي يطلب فيها التنظيم من الأهالي إزالة أجهزة استقبال الفضائيات.

وقال الشاب عبد القادر يحيى ويعمل بائعا في أحد المحلات التجارية في الرقة، والذي فضل أيضا استخدام اسم مستعار خوفا على سلامته، قال للشرفة إن تنظيم داعش سبق له وطلب في شهر رمضان الماضي من الأهالي عبر تعميمات وعبر خطباء المساجد بضرورة التخلص من أجهزة استقبال القنوات الفضائية.

تعتيم إعلامي كامل

ولفت إلى أنه تم منع تشغيل التلفزيونات في المقاهي وتم اجبارهم على تشغيل سيديهات وزعها التنظيم عليهم تحتوي على القرآن الكريم والاناشيد الدينية والاخبار التي أعدها التنظيم خلال شهر رمضان 2015.

وطلب التنظيم من الأهالي عبر خطباء المساجد الابتعاد عن القنوات الفضائية "بحجة أنها تبث الافلام الخليعة".

وأشار إلى أن عناصر الحسبة جابوا العام الماضي على احياء المدينة يطلبون من المواطنين إزالة أطباق الاستقبال المركزة على أسطح المنازل.

إلا أن الامر لم ينفذ بجدية وقتها وغاب الحديث عنه بعد نهاية شهر رمضان، وفق ما أوضح.

وذكر أن التعميم عام من جديد هذا العام وبشكل جدي تماما حيث أتت الدعوة لتحطيم الأجهزة علنا أمام الجميع.

وأضاف يحيى أن التنظيم "يقوم بتصوير الأهالي خلال قيامهم بهذا الامر مع الطلب اليهم بترديد عبارات دينية والابتسام ليظهروا بمنظر الراضي عن هذا القرار والمؤيد له"، ولفت إلى أن الجميع بدأ بالتنفيذ.

وقال حتى إن بعض الاحياء في المدينة طلب منها التجمع والقيام بعملية تحطيم الأجهزة "بشكل جماعي".

ويقوم عناصر التنظيم بحسب يحيى، بتدوين أسماء الذين نفذوا الأمر بالاضافة إلى مسحهم الاحياء منزلا منزلا بشكل دقيق، ويصعدون إلى المباني العالية في الاحياء لمراقبة أسطح المنازل للتأكد من أنها خالية من الصحون اللاقطة.

’الاسلام يدعو للانفتاح‘

وبدوره، قال الشيخ معاذ عبد الكريم الذي كان خطيبا في مسجد العمر في حلب السورية والموجود حاليا في القاهرة، للشرفة إن التعميم الذي وزعه تنظيم داعش في مدينة الرقة نموذج عن "التفكير الرجعي المتخلف الذي يعيد المواطنين في هذه المنطقة مئات السنين إلى الوراء".

وأوضح أن التعميم أتى بصفحة واحدة تحت عنوان (لماذا علي أن احطم الدش "الساتيلات") يحتوي على 20 نقطة توضح الاسباب، ابرزها أن القنوات الفضائية تروّج "لأفكار الكفر وتروّج لباقي الاديان والطوائف".

وتنقل تلك القنوات أيضا حياة، ما اسموهم، "الكفار" بهدف الاعجاب بهم، بحسب التعميم الذي أكد بأن الفضائيات تعرض المسلسلات والاسلام حرم التمثيل.

واعتبر عبد الكريم أن "كل هذه الاسباب لا علاقة لها بالدين الاسلامي إطلاقا، بل على العكس فالدين يدعو إلى الانفتاح على العالم ومواكبة كل جديد من الثقافة والعلوم".

واعتبر عبد الكريم أن "كل هذه الأسباب لا علاقة لها بالدين الاسلامي اطلاقا، بل على العكس فالدين يدعو إلى الانفتاح على العالم ومواكبة كل جديد من الثقافة والعلوم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500